حسين الشربيني.. ترك القطار ورفض الصحافة فأصبح فنانا قديرا
الفنان حسن الشربينى
يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان حسن الشربيني، الرجل الذي قدم ما يقرب من 70 عملاً سينمائيًا أمام كبار نجوم الفن، إلا أنه ظل حبيس الأدوار الثانية، إلى أن وافته المنية منذ أكثر من 6 سنوات، بعد صراع مع المرض، فقد تعرض لإصابته بكسر في مفصل القدم اليسرى، إثر اختلال توازنه عام 2002 عند استعداده لأداء فريضة الصلاة، كما كان يعاني بما يسمى بالأطراف العصبية في قدمه اليمنى.
كان يقضي أيامه الأخيرة مع زوجته وابنتيه سهى ونهى، وأيضًا في التقرب إلى الله والتفرغ للعبادة، وتوفي في شهر رمضان وهو على مائدة الإفطار، وبعد وفاته نشرت ابنته نهى، وصيته التي كتبها لها بخط يده وشاركتها على صفحتها "فيسبوك"، حيث أوصى "الشربيني"ابنته قائلاً لها: "ابنتي العزيزة نهى، تمنياتي لك بالسعادة والنجاح دائماً، وأن تكوني الأولى دائمًا في المدرسة، وفي البيت وفي العمل لما تكبري إن شاء الله، وأشوفك عروسة جميلة متعلمة ومثقفة، وأهم حاجة في الدنيا كلها الأخلاق، فهي أغلى من العلم وأجمل من الجمال، وربنا يوفقك في دراستك وفي حياتك".
حصل "الشربينى" على لقب فنان قدير من المسرح الحديث وكرمه فاروق حسني وزير الثقافة، ونال جائزتين سينمائيتين لأحسن ممثل دور ثان عن فيلمي "الرغبة" بطولة نور الشريف و"جري الوحوش"من إخراج علي عبدالخالق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة الثاني عشر للإذاعة والتليفزيون كما تم تكريمه في مهرجان زكي طليمات.
إلا أن دخوله لمجال الفن كان له شكل خاص، حيث بدأت علاقة "الشربيني" بالفن وعمره 7 سنوات حيث لفت مدرس اللغة العربية نظر الفنان الراحل إلي موهبته في التمثيل لأدائه الجيد في قراءة المحفوظات إلي أن التحق بالجامعة بكلية الآداب في جامعة القاهرة لدراسة الاجتماع وعلم النفس عام 1954 ونصحه بضرورة الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية حتي يصقل موهبته بالدراسة.
كان حلم "الشربيني"، كما كان يقول، هو العمل في مهنة التدريس، إلا أنه فوجئ بقرار تعيينه في هيئة السكك الحديدية بمدينة أسيوط بصعيد مصر، وهو ما دفعه لترك العمل بعد 11 يوماً من تسلمه له، وليعود إلى القاهرة حيث عمل صحافيا في جريدة "الجمهورية"، ثم مذيعًا بالتلفزيون المصري عند افتتاحه مطلع الستينات.
إلا أن هوايته لعالم التمثيل غلبت عليه، فالتحق بالعمل في مسرح التلفزيون الذي قدم من خلاله عددًا من الأدوار من خلال مسرحيات مثل شقة للإيجار ومن أجل ولدي، وهي أدوار صغيرة ولكنها قدمته إلى الجمهور.
عرف بعدها طريقه إلى عالم السينما من خلال عدد من الأدوار الصغيرة أيضاً في البداية، وكانت أول مشاركاته السينمائية في فيلم المارد عام 1964، والجزاء عام 1965، لتتوالي أعماله بعد ذلك من خلال 90 فيلما وهي عدد الأفلام التي شارك بها في السينما، حتى وافته المنية عن عمر ناهز 72 عامًا.