محترفات: مصر لا تشجع فتياتها.. وتحدينا الصعاب لنصل إلى أوروبا
إنجى عطية خلال مشاركتها مع فريقها بالدورى التركى
أكدت لاعبات احترفن لعبة كرة القدم النسائية فى فرق أوروبية، أن اللعبة فى مصر تعانى تجاهلاً كبيراً من المسئولين عن الرياضة المصرية، على عكس أوروبا، التى تدعم اللعبة مادياً وفنياً وتشجع اللاعبات، وأضفن لـ«الوطن» أنهن مررن بتجارب قاسية ليصلن إلى الاحتراف، وقاومن كثيراً الرفض المجتمعى والأسرى فى سبيل تحقيق حلمهن بالوصول إلى العالمية.
«الاحتراف فى دماغى من أول ما بدأت لعب كرة».. هذا هو الهدف الذى سعت إليه اللاعبة سارة عصام، ونجحت فى تحقيقه، بالاحتراف فى صفوف فريق «ستوك سيتى» الإنجليزى، بعدما قررت الرحيل بسبب تراجع مستوى الكرة النسائية فى مصر.
تقول «سارة»، ابنة العشرين عاماً، إن ضعف الدورى الممتاز وعدم اهتمام المسئولين عن الرياضة المصرية بكرة القدم النسائية، هو ما دفعنى إلى استكمال حلمى الكروى فى الخارج، حتى استطعت الوصول للدورى الإنجليزى، أقوى دورى فى العالم «للأسف ماكنش فيه حاجة فى مصر مشجعة تخلينى أكمل هنا»، وتضيف سارة، التى كانت تلعب كرة السلة، فى نادى وادى دجلة، ثم اتجهت إلى لعب كرة القدم بذات النادى، بعد اكتشاف موهبتها الاستثنائية وتميزها فى دورى المدارس: «معروف إنه نادراً لما نلاقى بنت موهوبة فى كرة القدم، لذلك بدأت أركز وأتدرب أكثر من أقرانى، وتحديت نفسى حتى تفوقت على جميع زميلاتى بالفرقة، وصعدت إلى الدورى الممتاز وأنا عمرى 15 عاماً مع «وادى دجلة» بطل الدورى»، وتستطرد سارة: «مفيش كرة نسائية قوية فى مصر، فمن أول ما حطيت رجلى فى الملعب، وأنا عارفة إن المشوار طويل»، مؤكدة: «بعدما انضممت للمنتخب الوطنى، بدأت فى مشاهدة كرة عالمية لأصل إلى مستوى لاعبات أوروبا وكل دى خطوات عشان أوصل»، تدعو سارة، التى تدرس الهندسة، إلى جانب احترافها بالنادى الإنجليزى، جميع الفتيات اللاتى يلعبن كرة القدم إلى الاستمرار ومواصلة السعى لتحقيق الحلم، وقالت «أنا حلمى أوصل كأس عالم مع منتخبى الوطنى وفريقى ستوك سيتى»، وأشادت بمستوى بعض اللاعبات فى الدورى المصرى، متمنية أن يهتم بهن اتحاد كرة القدم ويدعمهن، لأن الكرة النسائية بمصر تستحق الدعم، وأن تذاع مبارياتها على الهواء، حتى لو مرة واحدة فى الأسبوع، بالإضافة إلى تنظيم معسكرات مثل أى بلد آخر «إحنا عندنا مواهب تستاهل الدعم لترفع اسم مصر».
وتقارن سارة بين وضع اللعبة فى مصر وإنجلترا، موضحة أن الإنجليز يهتمون باللاعبات والملاعب وإقامة البطولات، والمجتمع يحترم اللعبة ويشجع اللاعبات لكن «فى مصر أنا اتظلمت جداً وكان فيه ناس مش مؤمنة بيا، لكنى قاومت حتى إن رفض أهلى لاستمرارى فى اللعبة تحول أمام إصرارى وتمسكى بحلمى إلى دعم، خاصة أننى لم أتقاعس عن التفوق الدراسى».
على عكس سارة، قطعت إنجى عطية رحلة احترافها فى الدورى التركى، بسبب مرض والدتها، لينتهى مشوارها الاحترافى عند الـ6 أشهر، رغم تفوقها وتميزها بين لاعبات الفريق التركى، وتقول: «كنت نازلة إجازة 4 أيام بس وقعدت عشان أمى»، تشيد إنجى بالمنافسة القوية وارتفاع المستوى الفنى والمادى للفرق التركية، واستقطابها لعدد كبير من اللاعبات من مختلف دول العالم «هناك حسيت إنى ماكنتش بلعب كرة فى مصر»، مضيفة: «تركت بصمة رغم قصر الفترة التى لعبت فيها معاهم، ولا يزالون على تواصل معى حتى الآن»، عادت إنجى فى فبراير الماضى، وانضمت لنادى مركز شباب الأميرية، وتسعى لمواصلة نجاحها: «فرق كتير طلبتنى بس أنا كنت بدور على الأخلاق».