«حمّو بيكا» تريند «الميكروباصات»: «اركب واسمع على مزاج السواق»
«أحمد» أحد سائقى الميكروباص
هو وحده من يملك القرار، والكلمة الأولى والأخيرة له، ولا مساحة للاعتراض، وإن شاء أحد الجلوس إبداء امتعاضه فحسب، فأول ما يتلقاه إنذار بالطرد، فداخل الميكروباصات وعربات الأجرة تخضع الأغانى التى يستمع لها الركاب إلى مزاج السائق، وما يطرب له من أغانٍ، وإن كان السائق لطيف المعاملة، فإن النقاش سينتهى بلطف إلى ترك الأغانى كما يريد، وإن كان غير ذلك فقد يكون النزول من العربة ثمن ذلك الاعتراض، ويعطى الشخص أجرته أو جزءاً من قيمتها.
يعمل ممدوح كامل على «توكتوك» منذ 3 سنوات، ويختار الأغانى التى سيستمع لها طيلة الـ8 ساعات فترة ورديته بعناية، ولا يسمح لزبون أبداً أن يناقشه فيها، فهى كل ما يُخرجه من كآبة العمل ومشقة الطرق، وما يهون عليه تلك الساعات: «فميجيش الزبون بصنعة لطافة، يقول لى لو سمحت اقفل الأغنية دى وشغل دى، أو غير اللى أنا مشغله» يحكى «ممدوح»، الذى يستمع إلى المهرجانات، ويعتبرها فناً راقياً يعبر عنه، بعكس ما قد يعتقده زبائنه: «هيا أذواق وكل واحد حر فى اللى حابب يسمعه».
«على»: «كل واحد وليه دماغه والزبون اللى بيعترض بقول له انزل بكل أدب عشان هو دقايق ونازل إنما أنا مكمل»
الأمر أكثر تعقيداً داخل الميكروباص، الأصوات مرتفعة، ولا تنخفض إلا فى حالة واحدة، حينما يتحدث أحد الركاب فى الهاتف، وحينها يستأذن السائق فى خفض الصوت قليلاً، ويستجيب له فى العادة، لكنه لا يستجيب أبداً لرغبة البعض فى تغيير الأغانى أو إغلاقها تماماً: «هو مش حر يغير زى ما هو عايز، مش عاجبه ينزل»، قالها على أحمد، أحد سائقى الميكروباص، الذى يرى أن الأغانى التى يضعها تحفزه وتقضى على الملل فى يومه: «وساعات تطلب معايا أسمع قرآن مثلاً، وساعات عبدالحليم، وبرضه مهرجانات، كل يوم والمود بتاعه»، قالها السائق الذى أمسك يد سائق زميل له بأحد المواقف، طالباً منه تأكيد رؤيته للأمر، ليجيب الآخر: «كل واحد وليه دماغه، فيه أغانى أنا مابفهمهاش ومابحسهاش تنفع معايا، فالزبون هيسمعها معايا وكلها دقايق وبينزل».