يذهب إلى المدرسة يملأه الشغف للتعلم وسط زملائه واللعب معهم، بعمره لم يتجاوز الـ11 عامًا، ومع ظروف الأسرة المادية الصعبة لدرجة كبيرة بالكاد لا يستطيع والده تحملها بمفرده، قرر الطفل محمد سيد وقتها، ترك مدرسته لمساعدة الأب.
بين "نقاش وفران وسايس".. تنقل محمد بمختلف المهن عدة أعوام حتى بلغ الثلاثين من عمره حاليا، ودائما ما كانت عائلته أولوية كبرى في حياته مفضلا إياهم عن نفسه، لم يقتصر الأمر لديه بمساعدة والده في تحمل أعباء الحياة ومتطلبات المنزل والطعام والشرب، حيث إنه تولى أيضا مصروفات تعليم أشقائه: "اللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد".
"الواحد ممكن يضحي بنفسه عشان أغلى الناس عنده".. وصف محمد الذي يرى سعادته في تحقيق أحلام أشقائه واستقرارهم، فاستطاع بعمله وسهره الليالي أن يعلم أشقائه "فتاتين وشاب": "والحمد لله قدرت اجهز واجوز البنتين واخطب لاخويا الأصغر مني".
رغم أنه كان يتمنى استكمال دراسته ويعتبرها أبسط حقوقه والعمل في وظيفة مستقرة، إلا أنه لم يكن أمامه سوى أن يرى ذلك في أشقائه: "أنا مبفكرش غير في أخواتي وإنهم يكونوا أحسن ناس".
يعمل محمد سايس داخل السيدة زينب في أحد الجراجات، ووجهه تعلوه الابتسامة دوما ويعرف في المنطقة بـ"الجدعنة " والشهامة، وفي أوقات فراغه يذهب للعمل كنقاش أو فران أو أي شيء يستطيع من خلاله جلب الأموال، كما أنه ليس لديه الوقت وظروفه لا تسمح للتفكير في الزواج هذه الفترة رغم اطمئنانه عن أشقائه.
تعليقات الفيسبوك