«آمال».. سايس مؤقت لحين عودة زوجها من السجن
«آمال» تعمل سايس فى شارع بورسعيد
فى النهار تقف ساعات طويلة فى الشارع، وفى الليل تكاد لا تحملها قدماها من كثرة التعب، تعافر من أجل الصمود والبقاء فى عملها كسايس فى شارع بورسعيد بالسيدة زينب، أخذت هذا المكان عن زوجها، أصبحت مسئولة بعد غيابه عن البيت والعمل، تجدها جالسة على كرسى خشبى بجانب السيارات التى تعتبرها مسئوليتها، تنتظر أجرتها دون أن تشترط مبلغاً بعينه، ومن يرفض الدفع تودعه بابتسامه قائلة «أجرى على الله».
ورثت آمال رجب، 46 عاماً، مهنة السايس عن زوجها منذ ثلاث سنوات، بعد دخوله السجن، بسبب شجاره مع أشخاص كانوا يتعاطون مخدرات فى المكان الذى يقف فيه، اعتدى عليهم، فلفقوا له قضية، على حد تعبيرها، فأصبحت هى بديله: «من ساعتها وأنا واقفة فى الشارع علشان أصرف على البيت والعيال».
ترى السيدة الأربعينية أنه لا يوجد فرق بين الست والرجل فى العمل، وفى حال عمل المرأة بمهنة شاقة تستلزم رجلاً، فإن عليها بذل مزيد من الجهد للقيام بها: «الست لما تتحط فى مسئولية بتبقى قدها، والدليل على كده أن أى ست جوزها بيموت، ولّا بيجى له مرض هى اللى بتشيل البيت».
تحلم «آمال» بأن تقدر على تجهيز ابنتها المخطوبة لتتزوج دون أن ينقصها شىء، ولديها ابن آخر طالب فى الصف الخامس الابتدائى، تتمنى أن يكمل تعليمه حتى يدخل إحدى كليات القمة ويعمل بمهنة مشرفة توفر له دخلاً كريماً. وتنتقد السايس الذى يجبر أصحاب السيارات على دفع مبلغ معين، فأحياناً يكون حصيلة عملها فى اليوم 70 جنيهاً، وأحياناً أخرى 15 جنيهاً: «أنا باخد اللى فيه النصيب أياً كان، واللى مابيدفعش باقول ربنا يسهل له، كلنا على باب الله».