مدرسة «التلاوة» تفقد أحد أعلامها.. وداعاً أبوالوفا الصعيدى
الشيخ أبوالوفا الصعيدى
ورقة جديدة تسقط من شجرة قراء القرآن الكريم فى مصر، بوفاة الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدى، أحد كبار قراء القرآن الكريم بمصر والعالم العربى والإسلامى، الذى لقى وجه ربه عن عُمر يناهز 64 عاماً، قضاها خادماً للقرآن الكريم، رحَّالة فى مواكب عشاق الترتيل والتجويد حول العالم.
مسجد السيدة زينب شهد القراءة الأولى للراحل عبر الإذاعة.. وسيُشيع منه لمثواه الأخير
كثيراً ما تهافتت القلوب لسماع صوت «الصعيدى» فى إذاعة القرآن الكريم وهو يشدو بصوته العذب آيات من سورة «مريم» المحببة لقلبه، فيسلطن بها عشاق المدرسة المصرية فى تلاوة القرآن، ولقَّبه كثيرون بـ«كروان الصعيد»، لما له من مكانة كبرى فى قلوب أهل الجنوب، حيث وُلد الشيخ بقرية «كلح الجبل» بإدفو عام 1954، وله من الأبناء خمسة، ويتحدر المقرئ الراحل من عائلة قرآنية، حيث إن والدته التى تعلم على يديها القرآن قبل الانتقال لكُتاب القرية كانت تُعد من أشهر مُحفظات القرآن كما أن شقيقه قارئ معروف كذلك ابنه يسير على خطاه.
وكان «الصعيدى» نال قسطاً وفيراً من التعليم بحصوله على دبلوم الثانوية التجارية عام 1972م، ثم سافر للقاهرة لتعلم علوم القرآن الكريم بالأزهر، وتعلق قلبه بعمالقة الجيل القرآنى الربانى، وهم الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد ومحمد صديق المنشاوى ومصطفى إسماعيل، إلا أن أول اختبار له أمام الجمهور كان فى قريته عام 1976، وأول قراءة له فى الإذاعة كانت من مسجد السيدة زينب عام 1995، وهو نفس المسجد الذى سيُشيع منه الراحل الشهير بـ«قارئ الساحات المباركة» لمثواه الأخير.
ويقول الشيخ حسن الجيلانى، ابن شقيقة القارئ الراحل: «توفى الشيخ فجأة عقب عودته من مسقط رأسه بأسوان، بعد إحياء ليلة قرآنية بمناسبة المولد النبوى، وكان قد عاد قبل أيام من الأراضى الحجازية بعد أداء مناسك العمرة، حيث كان بصحة جيدة رغم معاناته من مرض السكر».