بيت مدكور التراثي يستغيث من جديد.. إهمال وتجاهل يهدم تاريخ
مباني تراثية ذات طرز معماري
شهدت العديد من المباني التراثية ذات الطراز المعماري المميز إهمالا كبيرا، تمثل في عمليات هدم وتخريب دون تحرك من المسؤولين لإنقاذ المباني التي تحكي قصصا تاريخية لأصحابها.
وكان آخر تلك التعديات على العقار رقم 13 بشارع التبانة الدرب الأحمر، والمعروف باسم "بيت مدكور"، والمدرج ضمن المباني ذات الطراز المعماري المميز، وفقا لما أصدره المجلس الأعلى للآثار بتاريخ 28/11/2010.
ووردت شكاوى واستغاثات جديدة من قبل سكان البيت، الذي شهد هدم محرابين داخله دون أي سابق إنذار. وترصد "الوطن" خلال التقرير التالي تلك التعديات:
هدم الواجهة:
بقايا حجارة متناثرة على المدخل يتخللها عوارض خشبية نخرها السوس وأخرى فحمتها النار، يتبعها فناء مكشوف تتناثر في أرجائه بعض الأشجار، وتطل عليه المشربيات، وتحيط به أعمدة بزخارف منمقة متربة، وزوايا تسكنها العنكبوت، وبقايا زجاج نادر يملأ فتحات نوافذ خالية، وفي الداخل أسقف مزينة بتابلوهات باهرة رسمت بعناية، وشخشيخة أثرية سرقت مؤخرا، وبقايا أشخاص يعيشون بالمكان، والهدف من ذلك تسويته بالأرض، ورفع على أنقاضه عمارات خرسانية شاهقة.
وتم هدم محرمين لتلك البيوت "سلالم" بهدف عدم صعود السكان لمحل إقامتهم والضغط عليهم لترك المكان، وكان ذلك بحضور مأمور قسم الدرب الأحمر وقوة هدم مخالفة، طبقا للقوانين التي تنص على عدم هدم أي مبنى تراثي دون الرجوع إلى وزارة الآثار بنص القانون 144 لسنة 2006 بشأن المباني ذات الطابع العمراني المتميز، وكذلك قانون 119 للتنسيق الحضاري بشأن المناطق المتميزة عمرانيا.
بيت تاريخي:
ويعد بيت مدكور باشا أحد أكبر البيوت التاريخية بشارع التبانة بالدرب الأحمر، وهو الشارع الذي كان يمر به السلاطين والأمراء منذ العصر المملوكي البحري، ويواجه البيت جامع الطنبغا المارداني الذي يعد من أهم الجوامع في مصر والعالم، ويجاوره ضريح محمد أبو النور، وزاوية جاويش باشا وتربة كتبغا، وسبيل أبو اليوسفين.