«أطفال الإنترنت»|وماذا عن المسرح؟.. ترجمات عالمية تخلو من الخيال الجامح
مسرحية أليس فى بلاد العجائب
أكد نقاد مسرحيون أن العروض المقدمة للطفل تقليدية، ولا ترتبط بوسائل التواصل عبر الإنترنت، وانتقدوا آلية اختيارها، متهمين جهات الإنتاج بعدم الاهتمام بقياس توجهات الجمهور المستهدف، كما أن بعض العروض ينقصها التمويل.
مهرجان السينما متوقف.. وسهير عبدالقادر: ميزانيته 900 ألف جنيه.. وقف ليه؟
الناقد المسرحى أحمد خميس يرى أن هناك محاولات قليلة من التجويد فى مسرح الطفل، لكن المسألة ما زالت تتم بعشوائية شديدة، لأننا نفتقد وجود خطط مسبقة تقيس توجهات الجمهور المستهدف وحاجاته الفنية، كل شىء يُدار وفق هوى المخرج ومدى حرصه أو عدمه على مناقشة موضوعات تخص جمهور مسرح الطفل، ومن حيث الجودة يؤكد «خميس» ندرة العروض الممتازة، وهو أمر مخزٍ: «جهات الإنتاج لا تتحمل المسئولية وحدها، فجزء كبير يقع على عاتق الفنانين أنفسهم إلى جانب الظروف والدائرة الإعلامية واستعداد المتلقى وإقباله على المسرح».
وبحسب قوله لاحظ عرضين جيدين قدمهما المخرج محسن رزق، وهما «سنووايت»، و«أليس فى بلاد العجائب»، لافتاً إلى أنه رغم عدم التصريح المباشر بأن العرضين مأخوذان من شخصيات (ديزنى) «وهو أمر غاية فى الخطورة»، إلا أنهما جاذبان للأطفال بقوة الإنتاج وقدرة المعد وجمال التصميم السينوغرافى: «لو أننا رجعنا للإحصائيات سنجد أنهما أهم عرضين من ناحية الإقبال الجماهيرى، وهو أمر يعكس مدى شغف الجمهور وتعطشه لحضور عروض معتنى بتكوينها الجمالى».
الكاتبة صفاء البيلى ترى أن الوطن العربى بدأ يدرك قيمة مسرح الطفل، وينظم مهرجانات لمسرح الطفل، وفى مصر ليس لدينا إلا دارا عرض فى العاصمة الكبرى لتقديم عروض مسرح الطفل، هما «القومى للأطفال»، و«العرائس»، أما عن مستوى العروض المقدمة للأطفال فهى «عادية» تخلو من الخيال الجامح، وموضوعاتها لا تخرج عن الاهتمام بالبيئة والنظافة: «أنا ضد تمصير الأعمال العالمية، فهذا مجرد تقليد، ولم أجد عرضاً متكاملاً بعناصره الفنية».
وأضافت «البيلى» علينا البحث عن نصوص جيدة، لكن المشكلة لدينا تكمن فى الاختيار، الذى يتم من خلال المخرج، بما يعنى أن الأمر خاضع له بالأساس، وهى آلية معيبة لا تتيح اكتشاف نصوص جيدة من بين العروض وتقديمها، وارتياد المسرح من خلال رحلات مدرسية لا يعد معياراً صحيحاً للإقبال على المسرح، لكن المقياس الحقيقى هو أن يذهب الطفل بشكل فردى.
ومن المسرح إلى السينما، يبدو الحال أسوأ، بحسب الناقدة سهير عبدالقادر، التى انتقدت توقف مهرجان سينما الأطفال بعد 22 سنة من العمل، قائلة: «أشعر أن شيئاً مهماً ضاع من مصر»، وتحدثت عن تجربة نشأة وإدارة المهرجان، باعتبارها أول مديرة له، الذى تم تأسيسه فى 1990، بتكليف من المخرج سعد الدين وهبة، مؤكدة أنه كان المهرجان الوحيد من نوعه فى الشرق الأوسط.
وعن ظروف التوقف، أوضحت: «بعد كل هذا النجاح قالوا كيف يكون لدينا مهرجان لسينما الأطفال وليس لدينا أفلام مصرية، وكان هناك 8 أفلام من إنتاج المركز القومى للسينما فى (العلب) ولا أعرف سبب عدم الإعلان عنها فى هذا الوقت، وبهذه الحجة تم وقف المهرجان فى 2015، رغم ميزانيته التى لم تكن تتجاوز الـ900 ألف جنيه».
وعن أهمية المهرجان، أشارت «عبدالقادر»: «المهرجان كان فرصة لتبادل الثقافات، كنا نستضيف أطفالاً من 50 دولة، وفى آخر دورة كان لدينا 150 طفلاً فى لجان التحكيم، وأفضل النتائج كنا نحصل عليها من لجان تحكيم الأطفال، المهرجان كان حالة خاصة، وكانت تسافر فعالياته لبعض الأقاليم مثل الإسكندرية والفيوم»، وأضافت: «لا يوجد ما يمنع إنتاج أفلام للطفل، لدينا المركز القومى للسينما ولدينا مبدعون فى كل مجال، وأعتقد أن الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة مهتمة بإعادة مثل هذا المهرجان، لأنها عايشته وكانت تفتح أبواب الأوبرا له»، لافتة إلى أن هناك عاملاً آخر يجعل الناس لا تنتج أفلام كارتون جديدة، مثلما كان يحدث فى السابق، بسبب توقف عرضها فى دور العرض السينمائى، كما كانت قبل أفلام الكبار، وتساءلت: «لماذا لا تعرض أفلام الأطفال بالسينما، فقد وصلنا إلى مرحلة متردية فى مجال السينما المقدمة للطفل بسبب عدم إيجاد طرق للتسويق، الموضوع يحتاج تخطيطاً ودراسة».