تراجع مطبوعات الأطفال ومطالب بتوفيرها إلكترونياً: «روح للطفل مش هو اللى هيجيلك»
صورتان لغلافين من مجلة «ميكى»
انتقد الكتاب المتخصصون فى الكتابة للأطفال المواد المطبوعة المقدمة حالياً للأطفال، بسبب عدم اهتمام مؤلفى كتب الأطفال بما يوافق اهتمامات الطفل فى العصر الحالى، الذى تُعتبر وسائل التكنولوجيا الحديثة إحدى أهم الأدوات التى يعتمد عليها.
«المعدول»: الكتب صناعة ثقيلة تحتاج إلى رأسمال.. وعبده الزراع: نحتاج إلى تغيير النظرة السلبية لكاتب الأطفال
واتهم العاملون فى هذا الحقل قطاعات وزارة الثقافة المنوط بها إنتاج كتب جيدة للأطفال بالتقصير، ما نتج عنه تأخر مستوى المطبوعات المقدمة للطفل، خاصة فى ظل عدم إقبال دور النشر الخاصة على طباعة كتب الأطفال بسبب ارتفاع التكاليف المادية. وطالب العاملون فى هذا المجال بتغيير النظرة السلبيىة لكاتب الأطفال، وبالاطلاع على التجارب الجديدة فى الدول الأجنبية للاستفادة منها، لمواكبة مستجدات العصر.
الكاتبة نجلاء علام، مقررة لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، عبرت عن استيائها من كون الطفل يأتى فى ذيل اهتمامات القائمين على العمل الثقافى. وقالت إنها طالبت بإتاحة جميع مطبوعات الوزارة المقدمة للطفل على المواقع الإلكترونية، لكونها أكثر ملاءمة لطبيعة الطفل حالياً.
وطالبت «علام»، فى خطة العمل التى تقدمت بها إلى الدكتور سعيد المصرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بتخصيص جائزة قيمتها 50 ألف جنيه، لتكون قيمة جوائز 5 أفرع من الإبداع للطفل (القصة، الكتاب، الشعر، المسرحية، الرسوم): «اقترحت عمل ملتقى دولى للأطفال على هامش معرض الكتاب مثلاً، فمصر ليست أقل من الإمارات التى تنظمه على هامش معرضها، كما طالبنا بمؤتمر يتناول مناقشة كل ما يقدم للطفل».
وأعربت الكاتبة والناقدة فاطمة المعدول عن استيائها من مستوى الإبداع المكتوب الذى يقدم فى الوقت الحالى للأطفال، قائلة: «من بعد ثورة يناير لم يعد هناك اهتمام حقيقى بما يُقدم للأطفال، سوزان مبارك كانت تتبنى قضية الاهتمام بالأطفال، وكان هناك جائزة تحمل اسمها لكتب الأطفال، وكانت وزارة التربية والتعليم تشترى 2000 نسخة من الكتاب الفائز بالجائزة، وقد تم تكليل الحركة بمناقصة من المعونة الأمريكية، التى قامت بتزويد كل مكتبات مدارس مصر بكتب الأطفال».
وحددت «المعدول» الجهة المنوط بها طباعة الكتاب على المستوى الرسمى، قائلة: «الهيئة العامة للكتاب ملك الشعب المصرى، وكنا ننتظر من هذه الهيئة أن تقدم لأولادنا كتباً حقيقية ومحترمة، ولا أريد أن يقول لى أحد إن وزارة الثقافة فقيرة، فأنا اشتغلت فى الوزارة لسنوات طويلة، وأعرف كيف تُهدر أموالها، لكنى ما زلت مؤمنة بدورها فى كل الظروف، وقدرتها على تقديم منتج جيد للأطفال».
الشاعر عبده الزراع، مؤلف كتب للأطفال، ورئيس شعبة ثقافة الأطفال باتحاد كتّاب مصر، يرى أن من يكتبون للأطفال بشكل جيد قلة، لصعوبة هذه الكتابة التى تعتمد على الموهبة الاستثنائية، والإيمان برسالة هذه الكتابة، وهناك كتّاب يكتبون عن الطفل، ويظنون أنهم يكتبون للطفل، وهذه إشكالية يقع فيها عدد غير قليل ممن يكتبون أدباً للأطفال، ولذلك فمعظم الإبداع الذى يقدم للطفل فى مصر والوطن العربى مأخوذ عن التراث العربى والتراث الشعبى، ويندر الكتابة فى أدب الخيال العلمى، والقصص العلمية، التى تجذب الأطفال بشكل خاص.
وأضاف «الزراع» أن كاتب الأطفال يحتاج إلى أن يجهد نفسه كثيراً حتى يقدم أدباً جديداً يليق بأطفال اليوم الذين يمتلكون قدرات كبيرة وعلاقات جيدة بالميديا الحديثة، التى شكلت وجدانهم وخيالهم وجعلتهم مختلفين عن أطفال الأجيال السابقة: «يجب على الدولة أن تعيد الاعتبار مرة أخرى لكاتب الأطفال، باعتباره يقدم أدباً يؤثر فى الأطفال الذين نعول عليهم كثيراً فى المستقبل».
صورتان لغلافين من مجلة «علاء الدين»
صورة لغلاف من مجلة «سمير»