"كلها بيوت ربنا".. طالبات مدرسة ثانوية ينظفن مسجدا وكنيسة في ملوي
طالبات ينظفن كنيسة بالمنيا
عقدن النية على إظهار حبهن لبلدهن بشكل مختلف، فاستيقظن من نومهن مبكرا وقصدن الكنيسة فواجهن سؤال من طاقم الحراسة عايزين أيه؟... فكانت الإجابة "عايزين أبونا القسيس أبلغوه أن طالبات المدرسة الثانوية الزخرفية للبنات عايزين ينضفوا الكنيسة"، فتوجه أحد العاملين بالكنيسة على التو وأبلغ المسؤولين الذين رحبوا بالطلاب.
وفي الوقت الذي كانت فيه مديرة المدرسة هبة سعد والأخصائيين الاجتماعيين، يتحدثون مع القس راعي كنيسة العذراء بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا ويؤكدون على ضرورة التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين والتعامل دون النظر إلى الديانة، كانت الطالبات ينظفن أرضية مذبح الكنيسة في الجهة الأمامية، وما بين المقاعد التي يجلس عليها رواد الكنيسة، حتى النوافذ والأبواب قمن بتنظيفها وكانت الطالبات المسيحيات يشرحن للمسلمات أرجاء ومحتويات الكنيسة من الداخل وما تضمه من صور مقدسة ويساعدن بعضهن البعض في أعمال التنظيف والترويق.
فور الانتهاء من عملية تنظيف الكنيسة التي استغرقت نحو ساعة توجه الجميع إلى مسجد قباء وعلى نفس الخطى استقبل إمام المسجد الوفد المدرسي ثم بدأت الطالبات في تنظيف صحن المسجد والمنبر، وترتيب الكتب والمصاحف الموضوعة داخل المكتبة، ثم توجه بعضهن إلى دورة المياه الملحقة بالمسجد وقمن بتنظيفها، وحرصت إحدى الطالبات على رش معطر الجو.
وقال مسؤول بإدارة ملوي التعليمية، إن ما قامت به طالبات مدرسة ملوي الثانوية الزخرفية بنات من المسلمات والأقباط، بزيارة إحدى الكنائس والمساجد وتنظيفها، نشاطا مدرسيا يأتي من ضمن الأشكال التي تؤكد على التعايش السلمي والوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنه حينما طالبت مديرة المدرسة الطالبات وغالبيتهن من المسلمات بتظيف الكنيسة قابلن الطالبات ذلك بالترحاب والتجاوب الشديد وقمن بذلك على أكمل وجه باستخدام أدوات التنظيف وشارك معهن زميلاتهن من المسيحيات اللاتي قمن بنفس العمل بداخل مسجد "قباء" في رسالة واضحة على أن المسجد والكنيسة "بيوت الله".