مخرجو التجارب الأولى ينافسون بـ10 أفلام على جوائز «القاهرة السينمائى»
أحمد مالك وكريم قاسم فى فيلم «ليل خارجى»
أتاحت الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائى الفرصة لمخرجى التجارب الأولى للمشاركة بأعمالهم وظهورها للنور من منبر مهم ذى قيمة عالمية، يحضره عدد من الأسماء اللامعة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، سواء كانوا مخرجين أو منتجين أو ممثلين، ما يسهل عليهم فرصة الانتشار ويكسبهم خبرة مجانية سريعة.
ثلاثة أعمال مجمل أفلام مخرجى التجارب الأولى فى المسابقة الدولية الرسمية، البداية مع المخرج فيليب فوكون ومشاركته بالفيلم الفرنسى «أمين»، والمخرجة كريستينا جاييجو صاحبة فيلم «طيور الممر»، فى تجربتها الأولى إخراجياً كونها حصرت أعمالها السابقة فى الإنتاج، إذ أنتجت العديد من الأفلام السينمائية، وأخيراً المخرجة الفلبينية دينيس أوهارا التى تشارك بفيلم «Mamang».
أما مسابقة «آفاق السينما العربية» فساعدت 3 مخرجين على الظهور للمرة الأولى، وهم: المخرج اللبنانى لوسيان بورجيلى فى تجربته الروائية الطويلة الأولى «غذاء العيد»، التى حصدت جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالدورة الـ14 من مهرجان دبى السينمائى، والمخرجان المصريان أحمد فوزى صالح، صاحب «ورد مسموم»، المأخوذ عن رواية للكاتب أحمد زغلول الشيطى، وأمير الشناوى فى تجربته التسجيلية الطويلة الأولى «الكيلو 64»، ليكون الفيلم التسجيلى الوحيد بالمسابقة.
«رزق الله»: عدد المشاركات هذا العام مبشر.. وحريصون على ضخ دماء جديدة.. و«الشناوى»: عرض «الكيلو 64» فى حدث عالمى فرصة للانتشار
فيما تنافس 4 تجارب أخرى فى مسابقة «أسبوع النقاد»؛ أولها المصرى «لا أحد هناك» للمخرج أحمد مجدى، و«آجا» للمخرج ميلكو لازاروف، و«امرأة فى حرب» للمخرج بنديكت إيرلينجسون، وأخيراً «شفقة» للمخرج اليونانى بابيس مكريديس. وقال يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، إنه «من حسن حظنا عرض أفلام تعد تجارب المخرجين الأولى بجميع المسابقات، وهذا يعتبر شيئاً مبشراً، إذ يجد المخرجون فرصة لعرض أفلامهم جنباً إلى جنب مع أفلام من دول أخرى مختلفة».
وأضاف «رزق الله» لـ«الوطن»: «كنا حريصين على ضخ دماء جديدة فى المهرجان بالمسابقات المختلفة، وهذا يفتح أمامهم آفاقاً جديدة، ويمهد الفرصة لعرض أعمالهم فى مهرجانات عالمية عندما يشاهدها الضيوف الأجانب ويعجبون بها»، موضحاً أن مهرجان القاهرة من ضمن أهدافه أن يعرف العالم الجيل الجديد وفكره، خاصة أنهم يصنعون أفلاماً متميزة تستحق المشاهدة.
فيما قال الناقد محمود عبدالشكور إنه شىء إيجابى أن يهتم مهرجان القاهرة السينمائى بالتجارب الشابة، لكن بشرط أن يكون بها الحد الأدنى من النضج، لأن الاختيار يستند للجودة الفنية فى المقام الأول، وإذا تصادف وجود عمل أول تتوافر فيه الشروط الفنية فهذا أمر مميز، ونكون جمعنا بين الجودة الفنية وتشجيع الدماء الجديدة فى مجال الإخراج.
وأضاف «عبدالشكور»، لـ«الوطن»: «المخرجون أصحاب الأسماء الكبيرة فى السينما اكتشفوا فى المهرجانات، فكانوا شباباً لكن بمجرد أن عرضت تجاربهم فى مهرجانى كان وفينيسيا وفازت بجوائز حدث نوع من الاعتراف الدولى، فالمهرجان لا يضيف قيمة على عمل ليس له قيمة، بالعكس إذا شارك فيلم ضعيف بالمهرجان هيتفضح وتظهر مشاكله وعيوبه».
«عبدالشكور»: المهرجانات اكتشفت مخرجين كباراً.. والجودة الفنية والنضج شرطا نجاح التجربة
وتابع: «المهرجانات مناسبة للمشاهد والمخرج، والدليل على أهمية الأمر وجود جائزة (الكاميرا الذهبية) فى مهرجان (كان)، التى تمنح لمخرج يشارك بأفضل عمل أول، وهذا معناه أن هذه الأعمال مرشحة أن يكون لها مستقبل سينمائى، وأتذكر أن هذه الجائزة فاز بها مخرجون كبار، لذا أعتبر الأمر فرصة مهمة للمخرجين الذين يعرضون تجاربهم للمرة الأولى».
بينما قال أمير الشناوى، مخرج فيلم «الكيلو 64»، إن مشاركة عملى الأول فى مهرجان عالمى يعتبر بالنسبة لى فرصة، خاصة أن مسابقة «آفاق السينما العربية» تعرض أفلاماً مهمة من جنسيات مختلفة، موضحاً أن تجربته خرجت للنور بعد نحو 5 سنوات من العمل، ليأتى الآن وقت عرضها أمام الجمهور، مضيفاً: «مهرجان القاهرة بشكل عام والمسابقة بشكل خاص بها ميزة أنها تعرض أفلاماً مختلفة سواء من مصر أو الوطن العربى، وهذه فرصة قوية لمشاهدة ثقافات مختلفة».
وذكر «الشناوى»، لـ«الوطن»، أن «عرض عملى بمهرجان القاهرة فرصة لإبراز التجربة بكل مجهودها، خاصة فى ظل وجود نقاد يدرسون العمل ويدونون الملحوظات ويعطون تقييمات نهائية، ما يفيد صناعه، ويساعد الفيلم على الانتشار ويتيح أمامه فرصة أكبر للمشاركة فى مهرجانات أخرى، ويشجعنا على إنتاج تجارب سينمائية جديدة بفكر مختلف».