«سكان الأرض اليباب».. تسجيلى سورى أبطاله قُتلوا بعد التصوير
مشهد من الفيلم السورى «سكان الأرض اليباب»
عُرض الفيلم التسجيلى «سكان الأرض اليباب»، فى أول عروض مسابقة «سينما الغد» للأفلام القصيرة، أحد برامج مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأربعين، والتى يُديرها الناقد أندرو محسن، داخل سينما الهناجر بدار الأوبرا، حيث لقى إعجاباً كبيراً من الجمهور، رغم ما يحتويه من مشاهد حادة ودموية، فى بعض الأحيان.
المخرجة: لست جزءاً من الحرب الأهلية ولا أنحاز لأى طرف.. والفيلم يكشف فجاجة الواقع
وقالت المخرجة هبة خالد، إنها بدأت التحضير للفيلم قبل ثلاثة أعوام ونصف تقريباً، من خلال تجميع المادة المصورة عن طريق المقاتلين فى سوريا، والتى التقطت بواسطة كاميرات «GO PRO» مُعلقة أعلى رؤوسهم، يستخدمونها عادةً لمعرفة طبيعة المعارك وتفاصيلها بشكلٍ كامل، فضلاً عن صناعة دعاية إعلامية، لافتة إلى أنها تواصلت مع مُراسلين حربيين أيضاً، مشيرة إلى رفض بعضهم التعاون معها، مُعتقدين أن ذلك «جريمة حرب».
وأوضحت «هبة»، لـ«الوطن»، أن أبطال الفيلم مقاتلون حقيقيون، وقُتلوا جميعاً خلال التصوير وبعده، منهم سبعة مصورين، باستثناء شخص وحيد، لا يزال على قيد الحياة ويُدعى أحمد ناصر، مؤكدة أنها لم تدعم طرفاً ضد آخر فى سوريا، مضيفة: «هذا الأمر لم يشغلنى، فأنا لست جزءاً من الحرب الأهلية الدائرة هناك، وكنت حريصة على عرض الحرب كما هى، كشىءٍ مدمر»، واصفة محتوى الفيلم بأنه «يُمثل حالة رفض للواقع هناك».
وذكرت: «تلقيت نحو 90 ساعة مادة مصورة من أرض المعركة، وعملية المونتاج أجريت على ثلاث مراحل»، لافتة إلى أن «الكاميرا بطل الفيلم»، موضحة عدم استخدامها مشاهد درامية خلال الفيلم، قائلة: «الواقع مُفجع أكثر بكثير من أى تمثيل، فنحن نرى المُقاتل وهو يخوض معركته بشكلٍ حقيقى، وأعتقد أنه فى حال اللجوء إلى التمثيل سيكون أقل مصداقية، لذا سعيت من البداية إلى تقديم شىء واقعى عن فجاجة الحرب وبشاعتها».