اخترنا لك| «جايا جيجى» تتجاوز الخطوط الحمراء فى «قماشتى المفضلة»
مشهد من الفيلم السورى «قماشتى المفضلة»
يحتفى مهرجان القاهرة فى دورته الـ40 بالسينمائيات العرب، بعرض أفلامهن فى برنامج مخصص، ومن ضمنها فيلم «قماشتى المفضلة» للمخرجة السورية جايا جيجى، الذى عُرض فى قسم «نظرة ما» بالدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى، ويُعرض فى السادسة والنصف من مساء الغد، فى مركز الإبداع.
اختارت «جيجى» مدينة دمشق فى العام 2011 لتكون بداية لأحداث فيلمها الروائى الطويل الأول، الذى تدور أحداثه فى 95 دقيقة، لتروى قصة الفتاة الحالمة «نهلة» التى ترغب فى الهروب من حياتها التقليدية لتكون فرصتها الوحيدة فى الحرية رغم رفضها زواجاً تقليدياً من سورى مقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية يأتى إلى سوريا بحثاً عن زوجة، ولكن تتبخر أحلامها عندما يقع اختياره على شقيقتها الأصغر سناً، لتتقرب بعد ذلك إلى السيدة «جيجى» التى تسكن معها فى نفس العقار وتمتلك بيت دعارة سرياً، فتبدأ «نهلة» فى إعادة اكتشاف نفسها مرة أخرى، يهتم الفيلم بشكل رئيسى برغبة النساء المكبوتة والمعايير المزدوجة الجنسية، والمقاومة النسائية الناشئة فى المجتمعات العربية المحافظة.
فيلم «Belle de Jour» للمخرج لويس بونويل، كان بمثابة إلهام لـ«جيجى» فى تقديم فيلمها، مع اختلاف بين العملين، كما وضحت المخرجة فى أحد حواراتها السابقة، قائلة: «لا تتحول نهلة إلى العمل فى البغاء، يصبح بيت الدعارة مكاناً تستكشف فيه نهلة رغباتها وتواجه مخاوفها، لكنها لا تمارس البغاء، وتقتصر على عملية المراقبة، واستراق النظر، المدينة كانت تتغير بالطريقة التى تتغير بها نهلة، فهناك خطوط متوازية بين مسارات المدينة والبطلة فى الفيلم»، وتابعت: «الفيلم شخصى وعميق، بدأ برغبة فى سرد قصة امرأة سورية تسعى إلى الحرية، لكن الحرب اندلعت، ومصيرها يعكس مصير بلدها أكثر من أى وقت مضى».
وفى حوارها لموقع «France Culture»، قالت: «أشعر أن من المهم التحدث عن المرأة، لأن الحياة الجنسية وأجساد النساء تظل قضية حساسة فى الشرق الأوسط. على الرغم من الجهود التى يبذلها بعض صانعى الأفلام لكسر الرقابة، لا تزال السينما السورية أسيرة الدولة التى تُعتبر المصدر الوحيد للتمويل، لكننى أؤمن بقوة بأن السينما السورية الجديدة سوف تقف على أقدامها وتعتمد على وسائل أخرى ومن خلال الانفتاح على آفاق جديدة».
حقق الفيلم عدداً من الجوائز فى المهرجانات السينمائية حول العالم، بالإضافة إلى إشادات نقدية، منها مقال لستيفين دالتون، على موقع «Hollywood Reporter»، قال فيه: «جايا لديها طموحات كبيرة فى مشروعها الأول وتفكر فى الموضوعات ذات الوزن الثقيل، أما بطلة الفيلم منال عيسى فلديها حضور جاذب».