المخرج الإنجليزى «ريف فاينز»: وجدت فى القاهرة ما لم أجده فى باريس
المخرج الإنجليزى «ريف فاينز»
«السينما تلعب دوراً مهماً باعتبارها أداة لصوت حقوق الإنسان وحرية التعبير والتفكير ومناقشة الأيديولوجيا العامة، فضلاً عن كونها تعمل على استقطاب مشاعر المشاهدين والتشديد على الهوية الوطنية والتحلى بروح التسامح الإنسانى»، قالها المخرج الإنجليزى والفنان العالمى ريف فاينز، فى بداية كلمته بالندوة التى أقيمت على هامش عرض فيلمه «الغراب الأبيض»، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى، على المسرح الكبير بدار الأوبرا.
لا أقدم فيلماً عن الباليه فى «الغراب الأبيض».. وغامرت باختيار بطلة غير معروفة.. والتمثيل على المسرح يقيدنى
وأعرب «فاينز»، الذى كرمته إدارة المهرجان ومنحته جائزة «فاتن حمامة»، عن سعادته بالجائزة التى تحمل اسم فنانة كبيرة، فضلاً عن سعادته بوجوده فى القاهرة، موضحاً أنها ليست الزيارة الأولى التى يجريها لمصر، قائلاً: «زرتها مرات عدة، وذهبت للأهرامات والمتاحف المختلفة، وأرى أن شوارع هذا البلد تتمتع بقدر كبير من الطاقة، وتتميز بالتنوع المعمارى الكبير، وهذا لم أجده فى باريس مقارنة بالقاهرة».
وتحدث المخرج العالمى عن «الغراب الأبيض»، موضحاً أن الفيلم تدور أحداثه عن حياة راقص الباليه الشهير رودولف نورييف فى حقبة الستينات أثناء الحرب الباردة، وهو إنتاج أمريكى بريطانى وفرنسى وروسى، وعرض ربيع هذا العام فى بريطانيا والولايات المتحدة فقط، موضحاً أن الفيلم استند إلى كتاب تأليف Julie avanagh، مضيفاً: «عندما قرأت الرواية فى البداية استمتعت بها ولم يكن فى مخيلتى تحويلها إلى عمل سينمائى، فالقصة مليئة بالتفاصيل المختلفة، وعندما قدمتها اضطررت للتخلى عن الكثير من التفاصيل الموجودة فى الكتاب، خاصة أن الغرض من الفيلم ليس الباليه، ولكن قصة هذا الراقص الذى فضل البقاء فى فرنسا على العودة إلى بلاده».
وعن الصعوبات التى واجهته أثناء تصوير العمل، قال: «أولها تعلم اللغة الروسية لأنه أقرب إلى قصة الفيلم الحقيقية، خاصة أن 50% من الفيلم تدور أحداثه باللغة الروسية وصممت على تعلم اللغة وتقديمه بالروسية؛ لمنح العمل مصداقية أكبر، رغم صعوبة التسويق، فضلاً عن إتقان دور مدرب البالية (بوشكين)، وتدريب بطل العمل على الحديث باللغة الإنجليزية»، موضحاً أن التصوير جرى بين مواقع عدة فى روسيا وصربيا وفرنسا، فضلاً عن التصوير فى أماكن حقيقية مثل نهر الصين ومناطق خارجية فى باريس ومتحف اللوفر، معتبراً أن الفيلم بالغ الصعوبة.
وتحدث عن اختياره لأبطال العمل، قال: «بحثت طويلاً عن وجه جديد غير معروف يجيد الرقص، وتعاملت مع راقصين كثر، حتى عثرت على البطلة، ووجدت أيضاً رجلاً أوكرانياً يجيد الرقص والتمثيل، وهذا يمثل تحدياً كبيراً»، موضحاً أنه والكاتب ديفيد هير فضلا عدم سرد القصة بشكل حقيقى حتى يثير الفيلم اهتمام المشاهدين، مشيراً إلى بدء تصوير العمل فى أغسطس 2017.
وبشأن أعماله المستقبلية، قال «فاينز»: «أستعد لتقديم فيلم جديد خلال الفترة المقبلة»، مشيراً إلى تفضيله الإخراج على التمثيل، مضيفاً: «أكون فناناً حراً عندما أؤدى وظيفة الإخراج، كونى أصبح مقيداً بعوامل خارجية عندما أمثل على خشبة المسرح، فهناك ضغوطات كثيرة بداخلى نظراً لانتظار الشعور بالنجاح فى الوقت ذاته».