كثير من الدين قليل من الترفيه: صراع «الدعوة السلفية والكنيسة» على حساب الصغار
حضانة تأخذ الطابع الدينى المسيحى
تمتد فوضى الحضانات غير المرخصة فى الإسكندرية إلى ما يمكن وصفه بـ«الحضانات الدينية» أيضاً، التى تنقسم بين إسلامية، يسيطر على أغلبها أعضاء الدعوة السلفية، ومسيحية تعمل داخل الكنائس، وهى تركز على تغذية الأطفال بالتعاليم الدينية، دون تركيز الاهتمام على مناهج تعليمية تناسب الصغار، وتتميز هذه الحضانات بسياسات موحدة، تركز على كثير من التعليم الدينى والقليل من الترفيه، حتى الجزء الترفيهى يرتبط أكثر بالدين.
«دار الأنبياء» و«طيور الجنة» و«جنة الإسلام»، أسماء لحضانات تنتشر فى غرب الإسكندرية وشرقها، خاصة فى المناطق المعروفة بتمركز أعضاء «الدعوة السفلية» فيها، ومنهجها يعتمد على حفظ القرآن الكريم، وشرح الأحاديث النبوية، وحفظ الأدعية الإسلامية، وتعليم الأطفال التفريق بين الحلال والحرام، وتدريس قصص الأنبياء وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
حضانة «دار الأنبياء» لها فرعان الأول بـ«كيلوباترا» والثانى بـ«ميامى»، تتخذ الأولى من «فيلا» مقراً لها، ويبلغ الاشتراك فيها 600 جنيه شهرياً عن كل طفل، أما الثانية فتقع بشقة فى الطابق الأرضى، ويبلغ اشتراكها 350 جنيهاً كل شهر، ومواعيدها أقلها 6 ساعات يومياً، وهى ليست مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى، وتعلم الصغار منهجاً دينياً، يتضمن الصلاة فى جماعة وتحفيظ القرآن والأحاديث، وغيرها من التعاليم الإسلامية.
وتسوّق الحضانات الإسلامية لنفسها عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، باستخدام ألفاظ دينية للتأثير على أولياء الأمور، حيث تركز على عرض المحتوى الدينى، مع تنظيم دورات ثانوية بجانب الحضانة، يكون الاشتراك الشهرى فيها 30 جنيهاً، كـ«دورة المسلم الصغير»، التى تهدف إلى «تعديل سلوك الطفل بالقرآن والسنة»، وفقاً للمنشور الدعائى، وقالت أميمة صالح، إحدى أولياء أمور حضانة «دار الأنبياء»، إن العاملين بالحضانة يقنعون الصغيرات بارتداء الحجاب، مضيفة «ابنتى تحب الحجاب منذ صغرها، وأنا مطمئنة عليها فى هذه الحضانة».
ولى أمر: المشرفون أقنعوا ابنتى بالحجاب.. وأم: حريصة على مشاركتهم فى الاحتفالات الدينية.. والقس إبرام: خدمة للأطفال
«أحسن تربية إنك تعوّد الطفل على التحلى بالصفات الحسنة»، هكذا تقول مى على، ربة منزل، ووالدة طفلة بحضانة «طيور الجنة»، مؤكدة أنها تتابع حرص ابنتها على المشاركة فى الاحتفالات الإسلامية، وتعلم التصدق والصلاة، فضلاً عن المشاركة فى حلقات «أميرات القرآن» لتحفظ كتاب الله.
وعلى الجانب الآخر، تقول نرمين سليمان، مسئولة تربية كنسية، إن ما تقدمه الكنيسة للأطفال لا يندرج تحت مسمى حضانة، فهى خدمة كنسية صباحية نقدمها لأبنائنا، وتختلف كل كنيسة عن الأخرى، من حيث سن قبول الأطفال، فالبعض يقبل الصغار من عمر 3 أشهر، والبعض الآخر من سن سنتين، وذلك وفقاً للإمكانيات المتاحة والمنطقة السكنية، ومدى احتياج الأهالى لتلك الخدمة.
وقال القس إبرام إيميل، وكيل البطريركية، إن الكنيسة لا تحتوى على حضانات للأطفال، بالشكل المتعارف عليه، بل هى خدمة مفهومها الصحيح «تربية كنسية صباحية»، ولا تهدف لربح مادى، فالأهالى يدفعون مبالغ رمزية كل شهر، تستغل فى شراء الأدوات التى يستخدمها الأطفال فى التعلم.