الظلام يزحف إلى أبواب «عاصمة النور».. تسونامى الاحتجاج يعصف بفرنسا
السترات الصفراء
منذ نحو أسبوع، تجمع آلاف المحتجين الفرنسيين، بلا قائد سوى الإنترنت، فى باريس، وحوّلوا شارع الشانزليزيه الشهير إلى ساحة قتال وذعر بعد اشتباكهم مع الشرطة التى استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، حيث اجتاحت احتجاجات «السترات الصفراء» أغلب المدن الفرنسية للتنديد بزيادة أسعار الوقود وغلاء المعيشة، وحاولت قوات الأمن الفرنسية التعامل بحرفية، ما انعكس على انخفاض عدد القتلى، شخصين فقط، أحدهما فى حادث، والآخر بسبب حواجز المحتجين، لكنها اضطرت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه على محتجى «السترات الصفراء» الذين حاولوا كسر الأطواق الأمنية فى «الشانزليزيه».
واعتقل الأمن الفرنسى 412، وتم التحقيق مع 378، فضلاً عن وقوع آلاف المصابين، وتم إغلاق 19 محطة لقطارات الأنفاق فى وسط باريس، وامتدت الاشتباكات العنيفة بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب فى أنحاء العاصمة، وحشدت السلطات الفرنسية آلافاً من أفراد الشرطة الإضافيين فى باريس لردع المحتجين الغاضبين، فيما حذر مسئولو الأمن من تجدد أعمال عنف تذكر بالثورة الطلابية، أو أحداث مايو 1968، التى مثلت فترة عنيفة من الاضطرابات سادتها إضرابات عامة واعتصامات فى المصانع والجامعات فى أنحاء فرنسا، كما اعتبرت أكبر إضراب عام شهدته فرنسا، ولا تزال آثاره وتداعياته ممتدة إلى اليوم، ما جعل وزير الداخلية الفرنسى لا يستثنى أى إجراء ممكن لحماية مواطنيه، وصرح بأنه لا يوجد سبب يبرر الهجوم على قوات الأمن ونهب المحال التجارية وإضرام النار فى المبانى العامة والخاصة وتهديد المارة والصحفيين وتشويه «قوس النصر». وتساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن أسباب المظاهرات فى العاصمة الفرنسية، رغم أن سكانها لا يتأثرون كثيراً بارتفاع أسعار الوقود، بعكس المدن الصغيرة الواقعة على سفوح الجبال قرب الحدود السويسرية، التى تعد السيارات الخاصة وسيلة مواصلاتهم الوحيدة. «الوطن» ترصد الأوضاع المتأزمة على الساحة الفرنسية، والتى أكد خبراء أن طرفيها، الرئيس الفرنسى وحكومته من جهة والمحتجين من جهة أخرى، لن يتراجعا عن موقفيهما، فى ظل تمسك «ماكرون» بسياسته الاقتصادية، ورد الفعل المقابل من المتظاهرين، كما ترصد الأسباب ومستقبل بلد النور الأوروبى فى ظل اضطرابات تنذر بالخوف.