أسامة هيكل: أجور بعض الفنانين تتجاوز ميزانية المسلسلات ولن نُنتج دراما «إلا لو هنضمن المكسب»
أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب
أكد أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، ورئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، رفضه القاطع عودة المدينة للإنتاج الدرامى، حتى تتغير آليات العمل فى سوق الدراما، لضمان تحقيق مكاسب وتفادى التعرُّض للخسائر، مثلما حدث سابقاً، منتقداً سعى المنتجين وراء الأعمال الرديئة التى تُروِّج للبلطجة والعنف وتبتعد عن القيم الاجتماعية، وتوقع أن يحققوا خسائر كبيرة فى ظل رفض الفضائيات العربية هذه الأعمال.
وعرض رئيس مدينة الإنتاج، فى حوار لـ«الوطن»، رؤيته لتعويض خسائر «الإنتاج الإعلامى» جرَّاء إغلاق عدد من القنوات الفضائية التى كانت تؤجر الاستوديوهات والمقرات الإدارية، وكيفية التعامل مع المديونيات، وخطواته لاجتذاب متعاقدين جدد، وسبب تجميد مشروع «استوديو المسرح»، وغيرها من الملفات.. إلى نص الحوار:
مؤخراً زرت دولة الكويت الشقيقة، هل ننتظر تعاوناً بين المدينة وجهات الإنتاج الدرامى هناك؟
- الحقيقة زيارتى للكويت كانت ذات شقين، الأول تأكيد العلاقات الطيبة بين البلدين واستئناف العلاقات الفنية والتجارية والتسويق الدرامى مع «الإنتاج الإعلامى» بشكل مختلف، وأيضاً الترويج للأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام التابعة للمدينة، واجتذاب الطلاب العرب للانضمام إليها، خاصة أنها بدأت تحقق أرباحاً كبيرة فى الفترة الأخيرة، والثانى يتعلق بمشاركتى فى فعاليات الملتقى الأول للتعاون المصرى الكويتى، حيث جذب جناح المدينة والأكاديمية الدولية، المقامان على هامش الفعاليات، أنظار عدد كبير من ملاك ومراسلى الصحف ووسائل الإعلام الكويتية، علاوة على المشاركين فى الملتقى.
رئيس «الإنتاج الإعلامى»: أدعم مشروع «السوق الإلكترونى» لبيع أعمالنا.. وربحنا من دراما مُنتَجة من 15 سنة
وما أهم نتائج لقاءاتك بالمسئولين فى الدولة الشقيقة؟
- التقيت بالفعل محمد الجبرى، وزير الإعلام والشباب الكويتى، وبحثنا أوجه التعاون الإعلامى بين الطرفين خلال المرحلة المقبلة، فى مجالات الإنتاج الدرامى والسينمائى واستوديوهات البث الفضائى والتدريب، ووجدت ترحيباً كبيراً من الإخوة هناك، ومن المقرر أن تجرى بعض الجهات الإنتاجية بالكويت زيارات للمدينة، للاطلاع على إمكانياتها العلمية والتكنولوجية وأهم الأنشطة بها، والمتمثلة فى الاستوديوهات المجهزة بأحدث الوسائل التقنية.
ما الجديد فيما يتعلق بمشروع «الماجيك» بالمدينة؟
- هذا المشروع صرفنا عليه كثيراً لتجديد بنيته التحتية، وتعاقدنا فى فبراير الماضى مع رجل الأعمال السعودى عبدالمحسن الحكير، رائد صناعة الترفيه والملاهى فى منطقة الخليج، وهو عقد من العقود المحترمة التى نجحت المدينة فى إبرامها، وانتهت بالفعل جميع الموافقات الرسمية من هيئة الاستثمار، وتسلموا «الماجيك» مؤخراً، وعرض القائمون عليها الشكل الخاص بالألعاب الترفيهية المقرر إقامتها، وأراها أفكاراً تحول المكان إلى مدينة ترفيهية على أعلى مستوى، وستكون أكبر مدينة ترفيهية فى مصر كلها، ومن المقرر افتتاحها فى النصف الثانى من عام 2019، ومن الأمور المهمة أن جميع المنشآت الجديدة داخل المنطقة الترفيهية ستصبح من أصول «الإنتاج الإعلامى».
كان هناك مشروع لإنشاء «استوديو المسرح»، إلى أين وصل العمل فيه؟
- للأسف قررت تجميد المشروع، رغم حماسى الشديد سابقاً لإنشائه، بهدف تأجيره للفضائيات التى تقدم البرامج المفتوحة وتحتاج لحضور الجمهور، باعتباره كان يمكن أن يكون مصدر دخل جيد للمدينة، لكن نظراً للظروف التى تغيرت فى سوق الإعلام مؤخراً، قررت تأجيل المشروع، ولن أصرف عليه أموال المدينة إلا بضمان نجاحه، فأنا أرفض تعرُّض المدينة لأى خسائر.
«الإنتاج الإعلامى» وقّعت العديد من البروتوكولات مؤخراً مع دول شرق آسيا وروسيا، لماذا؟
- كل هذه البروتوكولات تصب فى صالح المدينة، إذ أسعى من خلالها لتسويقها خارجياً وجذب شركات الإنتاج الأجنبية لتصوير أعمالها داخل المدينة، خاصة بعد حصولها على موافقة مجلس الوزراء على حق إصدار تراخيص تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، ما يعنى تقديم التسهيلات والتراخيص اللازمة لشركات الإنتاج العالمية لتصوير أعمالها داخل المدينة وخارجها، من خلال نظام الشباك الواحد، وبالتعاون مع الجهات والوزارات المعنية، والتى تتيح العديد من المميزات وتوفر الكثير من الوقت والمجهود، وتتيح هذه البروتوكولات الاستعانة بخبرات واستوديوهات المدينة فى تنفيذ وتقديم أعمال فنية، باعتبارها الصرح الإعلامى الأكبر فى المنطقة، الذى يضم أكبر عدد من الاستوديوهات، إلى جانب مناطق تصوير مفتوحة على أعلى مستوى تتميز بتنوع أماكن التصوير بها، إضافة إلى استقبال الطلبة للتدريب من الدول المختلفة، وإحدى هذه النتائج هى استقبال المدينة مؤخراً فريق تصوير أحد المسلسلات الروسية، واستمر التصوير نحو ثلاثة أسابيع داخل المدينة ومناطقها المفتوحة، وهذا ما أريد الوصول إليه، وهناك الكثير من الأعمال الأجنبية التى تستقبلها المدينة خلال الفترة المقبلة.
افتتاح «الماجيك» فى النصف الثانى من 2019 وجمدنا «استوديو المسرح» لتغّير سوق الإعلام
متى تعود المدينة إلى سوق الإنتاج الدرامى؟
- المدينة لن تعود إلى الإنتاج الدرامى حالياً، إذ إن الدولة لا تدعمها مالياً باعتبارها تعمل فى قطاع خاص، وأنا لن أفرط فى أموال «الإنتاج الإعلامى» فى أى عمل إلا بعد ضمان المكسب، خاصة أن المدينة لن تتحمل أى خسائر أخرى مستقبلاً، وأدعم حالياً مشروع «السوق الإلكترونى» لبيع وعرض أعمال المدينة القديمة من خلال الإنترنت، وحققنا الكثير من الأرباح من تسويق أعمال درامية تم إنتاجها منذ 15 عاماً بهذه الطريقة، لذا حتى أعود مرة أخرى للإنتاج حالياً يجب أن أكون «ضامن المكسب»، من خلال تسويق أى عمل قبل بدء إنتاجه، فأنا أدير شركة اقتصادية فى المقام الأول، الهدف منها الربح، ويعمل داخلها موظفون ملتزم بدفع أجورهم شهرياً، وإذا تأخرت شهراً أو عجزت عن دفع هذه الأجور سأكون المسئول، ولن أستطيع اللجوء للدولة والحصول على مرتبات العاملين.
هل السوق الدرامى حالياً سيئ إلى هذا الحد؟
- طبعاً، السوق فى آخر عشر سنوات «وحش جداً»، لأن الإنتاج الدرامى المقدم فى الأساس ردىء ولا يتحدث إلا عن البلطجة، وحروب العصابات، والفجور، والألفاظ السوقية والخارجة، وإظهار المرأة المصرية «سيئة السمعة»، وللأسف المنتجون مصرون على السعى وراء المؤلفين الذين يكتبون مثل هذه الأعمال، رغم كونها مرفوضة فى الفضائيات العربية، خاصة قنوات الخليج التى ترفضها نهائياً، لهذا يتعرضون لخسائر كبيرة كل عام، وأعتقد أنها ستزيد خلال الموسم المقبل.
سنحجز على مقرات ومنقولات أى قناة لم تسدد مديونياتها.. وسوق الدراما «وحش جداً».. والأعمال المعروضة رديئة و«مليانة بلطجة وألفاظ خارجة»
لماذا؟
- بسبب خروج عدد من الفضائيات المصرية من السوق، وبالتالى التسويق سيصبح لعدد أقل من الفضائيات مقارنة بتلك التى كانت تشترى كل عام، بجانب أجور الفنانين التى فيها الكثير من المغالاة، إذ يحصل بعضهم الآن على أجور تتعدى ميزانية المسلسل نفسه، وأرى أن السوق لا يزال يسير على آليات لا تتناسب اقتصادياً مع الإنتاج وميزانياته الضخمة، ومع ذلك فإن المنتجين مصرون على العمل بالآليات ذاتها، لذا لن أكون أحدهم أو أشارك فيما يحدث، وسأنتظر حتى تحقق آليات العمل فى السوق مكاسب، أو على الأقل لا تعرضنى للخسارة، وفى المقابل سأظل على منهجى الخاص بفتح المدينة أمام هؤلاء المنتجين لتصوير أعمالهم وبقيمة مالية مخفضة، لأحقق ما أريد من مكاسب دون أى خسائر.
ما مصير «لجنة القراءة» الموجودة فى المدينة؟
- موجودة وتجتمع بشكل شهرى، وتضم أساتذة ومتخصصين فى النقد والدراما والتسويق، وتقرأ كل ما يُعرض عليها من أعمال مختلفة حسب المعايير الموضوعة فى المدينة، وأنتظر التقارير الخاصة عن كل عمل، وللأسف عدد كبير من الأعمال ترفضها، والقليل الذى يحصل على موافقة لا ينجح تسويقياً، لهذا نعتذر عنه، خاصة أن تكاليف الإنتاج وميزانية الأعمال أصبحت عالية حسب متطلبات السوق.
ما المعايير التى تطبقها اللجنة فى اختياراتها؟
- أن يكون العمل هادفاً ويتبنى قضية محددة، فضلاً عن كونه لا يروج للبلطجة، أو يُظهر مصر فى صورة سلبية، ومن المهم أيضاً أن يكون له مكان فى التسويق داخلياً وخارجياً.
هل تأثرت المدينة بإغلاق بعض الفضائيات الخاصة مؤخراً؟
- بالتأكيد، هناك بعض الاستوديوهات أُغلقت بالفعل، وعادت مرة أخرى تحت مظلة المدينة بعد إغلاق عدد من الفضائيات العاملة بـ«الإنتاج الإعلامى»، لكن نحاول تعويض ذلك بتأجير الاستوديوهات والمقرات الإدارية لوكالات الأنباء العربية والأجنبية ومكاتب القنوات التى تبث من داخل مصر، خاصة بعد قرار المجلس الأعلى للإعلام، والخاص ببث جميع القنوات والوكالات من داخل المدينة، ما أراه يقضى تماماً على فوضى تأجير مكاتب خارجية للبث المباشر، وأعتقد أن هذا سوق جديد سوف تستغله المدينة.
ماذا عن مديونيات الفضائيات الخاصة؟
- الكل ملتزم بمواعيد السداد، وأى قناة تغلق ولم تسدد تحجز المدينة على أجهزنها الفنية ومنقولاتها فى المقرات الإدارية أو الاستوديوهات لحين التسديد.