حملة "الوطن"| ترعة «السيالة» بأسيوط.. الأوبئة تداهم المزارعين.. والمسئولون خارج الخدمة
انسداد ترعة «السيالة» بسبب المخلفات والقمامة
تحولت ترعة «السيالة»، المارة بقرية «النواورة»، التابعة لمركز البدارى بمحافظة أسيوط، إلى مستنقع للمخلفات ومياه الصرف الصحى، الأمر الذى تسبب فى انتشار كثير من الأمراض بين المزارعين وأهالى القرية، نتيجة تكاثر الحشرات بها، وانبعاث الروائح الكريهة منها، وعلى الرغم من تقدم الأهالى بالعديد من الشكاوى للمسئولين فى إدارة الرى بالبدارى، أو فى مديرية الرى بالمحافظة، فإن شكواهم لا تجد صدى من المسئولين، الذين صموا آذانهم عن تلك الشكاوى المتكررة.
ورغم أن ترعة «السيالة» تخدم أكثر من 10 آلاف مواطن، يعتمدون عليها فى توفير مياه الرى لنحو 80 فداناً من أجود الأراضى الزراعية بقرية «النواورة» والقرى المجاورة لها، فإن الترعة أصابها الإهمال، وتحولت إلى مصرف لمياه المجارى، بعد أن قام الأهالى بتوصيل مواسير الصرف عليها، وفق ما أكد حنفى محمود، 45 سنة، أحد المزارعين بالقرية، مشيراً إلى أن الأهالى يعتمدون على مياه الترعة فى رى زراعاتهم.
«خلف»: سيارات الكسح تلقى مخلفات الصرف فى الترعة.. و«محمود»: الأهالى حولوها إلى مقلب قمامة
وقال كمال محمود، 57 سنة، عامل زراعى، إن الترعة تحولت أيضاً إلى مقلب كبير للقمامة، حيث يقوم أهالى «النواورة» والقرى المجاورة لها بإلقاء مخلفاتهم بها، دون رقيب أو حسيب، الأمر الذى تسبب فى انتشار البعوض والحشرات الأخرى، مما تسبب فى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين أهالى المنطقة، خاصة الأطفال، مشيراً إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين بمركز البدارى، للمطالبة بسرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحى بقرى البدارى.
كما أشار محمد خلف، أحد أبناء القرية، إلى أن عدداً كبيراً من سيارات الكسح تقوم بتفريغ حمولاتها فى مجرى الترعة، مما أدى إلى تلوثها بمياه المجارى، ويسبب انبعاث الروائح الكريهة التى تخنق المقيمين فى البيوت القريبة من الترعة، كما تغطيها أكوام من القمامة والحيوانات النافقة. وطالب عدد من أهالى قرية «النواورة» محافظ أسيوط، اللواء جمال نور الدين، بسرعة العمل على تغطية الجزء المار داخل الكتلة السكنية من الترعة، لحماية أهالى القرية، خاصة الأطفال، من خطر السقوط بها.
من جانبه، قال عبدالرحيم محمد علم، القائم بأعمال رئيس مركز ومدينة البدارى، إن ترعة «السيالة» تمتد من بداية حدود قرية «النواورة» القبلية إلى مدخل «وادى الشيح»، لمسافة تمتد إلى أكثر من كيلومترين، الأمر الذى يجعل من تغطيتها عملية مكلفة، حيث تحتاج إلى ميزانية كبيرة، تصل إلى نحو 20 مليون جنيه، ولا يمكن للوحدة المحلية تدبير هذا المبلغ، وإنما يتطلب الأمر موافقات واعتمادات مركزية.
وأضاف أن هناك لجاناً من إدارة البيئة بمجلس المدينة تقوم بالمرور على القرية بصفة دورية، وفى حالة رصد أى مخالفات يتم تحرير محاضر فورية بها، وتوقيع الجزاءات اللازمة على المخالفين، وفقاً للوائح والقوانين المعمول بها.