حملة "الوطن"| ترعة «الرواتب» بالغربية.. مستنقع للقمامة والحيوانات النافقة تهدد ببوار 1500 فدان
القمامة تملأ ترعة الرواتب فى الغربية
أكثر من 1500 فدان من أجود الأراضى الزراعية بمحافظة الغربية أصبحت مهددة بالبوار فى عدد من القرى التابعة لمركز المحلة الكبرى، بعدما تحولت ترعة «الرواتب»، التى تصل بين محافظتى الغربية وكفر الشيخ، إلى مستنقع للقمامة والحيوانات النافقة، لمسافة تمتد إلى أكثر من 8 كيلومترات، الأمر الذى أثار حالة من الاستياء بين الأهالى والمزارعين، الذين يعتمدون على الزراعة فى كسب قوت يومهم، بعدما أصاب التلف محاصيلهم نتيجة العطش، سواء فى الأراضى المملوكة لهم، أو التى يستأجرونها لإعانتهم على تلبية احتياجات أسرهم.
وعلى مدى ما يقرب من 6 شهور، تكررت شكاوى أهالى قرى «الجابرية» و«السجاعية» و«العامرية»، إضافة إلى عشرات العزب والكفور المحيطة بها، أمام المسئولين فى إدارة الرى بالمحلة الكبرى، ومديرية الرى بمدينة طنطا، بل ووزارة الرى، دون أن يحركوا ساكناً لإنهاء معاناة الأهالى، الذين أصبحوا مهددين بفقدان مصدر رزقهم، بعد انسداد ترعة «الرواتب»، والقنوات الفرعية، مما تسبب فى جفاف أراضيهم، وتلف زراعاتهم، بالإضافة إلى الأمراض والأوبئة التى تهدد حياة أكثر من 160 ألف مواطن، نتيجة تلوث مجرى الترعة بالقمامة والحيوانات النافقة.
«الوطن» انتقلت إلى قرية «الجابرية»، والتى تبعد قرابة 8 كيلومترات عن مصنع تدوير القمامة، الكائن على مساحة 10 أفدنة، وسط تلال من القمامة، تزيد على 200 ألف طن، للوقوف على حجم المأساة التى يعيشها أهالى القرية، وغيرها من القرى المجاورة، بسبب تراكم أكوام القمامة فى مجرى الترعة، ما أدى إلى جفافها من المياه، الأمر الذى وصفه المزارعون بـ«الكارثة»، مشيرين إلى عدم وجود أعمدة إنارة على الطريق المجاور للترعة، بالإضافة إلى أكوام القمامة المنتشرة على طول الطريق، تتسبب فى وقوع العديد من الحوادث، يروح ضحيتها أعداد من المواطنين بصورة شبه يومية.
مزارعون: تعبنا من الشكاوى.. ونلجأ لرى أراضينا بالمياه الجوفية.. والمحافظ يكلف مديرية الرى بتطهير فروع الترعة وتوفير المياه لإنقاذ الزراعات
«والله بجد إحنا بنعيش مأساة وكارثة إنسانية، من الصعب تصورها، بسبب انسداد ترعة الرواتب بأطنان من القمامة والقاذورات والحيوانات النافقة والمتحللة، وسط غياب الرقابة من مسئولى مديرية الرى»، بتلك الكلمات بدأ عادل شخبة، أحد أهالى القرية حديثه لـ«الوطن»، مؤكداً أن الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى غرفة العمليات والطوارئ بمديرية الرى، وإلى وزارة الرى بالقاهرة، للمطالبة بتطهير ترعة «الرواتب»، التى تغذى أكثر من 2000 فدان من أجود الأراضى الزراعية، وتابع بقوله: «تعبنا والله من كثرة الشكاوى»، واصفاً الوضع بأنه «أصبح كارثياً».
وأضاف «شخبة» أن الأهالى تقدموا كذلك بمذكرة رسمية إلى رئاسة مجلس مركز ومدينة المحلة، وإلى ديوان عام محافظة الغربية، للمطالبة بسرعة تطهير ترعة «الرواتب»، لحماية المواطنين من أخطار التعرض للإصابة بالأمراض المزمنة والأوبئة، ولإنقاذ الأراضى الزراعية التى أصابها العطش لأكثر من 8 أسابيع متتالية.
كما أكد حمادة نعيم، أحد أهالى عزبة «الست»، المجاورة لقرية «الجابرية»، أن عدداً كبيراً من المزارعين اضطروا إلى حفر الآبار الارتوازية والطلمبات لاستخدام المياه الجوفية فى رى زراعاتهم، فى محاولة لإنقاذ ما تبقى لديهم من محصول، مشيراً إلى أن العديد من المزارعين تكبَّدوا خسائر فادحة، بعد أن قاموا بشراء التقاوى وزراعة الأرض، وشراء الأسمدة الكيماوية والمبيدات بأسعار مبالغ فيها، وفى النهاية لم يجدوا المياه اللازمة لرى زراعاتهم، ما تسبب فى تلف محاصيلهم، وناشد «نعيم» مسئولى الجهات التنفيذية ومديرية الرى بالغربية سرعة التحرك لإنقاذ الأرض الزراعية من أخطار البوار وتلف المحاصيل.
من جانبه، أكد محافظ الغربية، المهندس هشام السعيد، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه أصدر توجيهات عاجلة إلى وكيل وزارة الرى، المهندس إبراهيم راضى، ورئيس مجلس مركز ومدينة المحلة الكبرى، المحاسب محمد سراج، بضرورة التنسيق فيما بينهما بشأن تخصيص حملات سريعة لتطهير ترعة «الرواتب»، وجميع القنوات المائية المتفرعة منها، والترع الأخرى التى تهدد ببوار الأراضى الزراعية بنطاق المركز، لحماية الثروة الزراعية، وحفاظاً على مصالح المزارعين.
كما أكد وكيل وزارة الرى لـ«الوطن» أن مكتبه مفتوح أمام جميع المواطنين، مشيراً إلى أنه أصدر تعليمات بضرورة تفعيل دور غرفة العمليات والشكاوى، كما يلتقى بالمواطنين أسبوعياً لبحث شكاواهم والعمل على سرعة حلها، وتذليل أى عقبات قد تواجههم، كما أصدر توجيهات عاجلة إلى مديرى إدارات الرى بمركزى المحلة الكبرى وسمنود بسرعة الدفع بالكراكات والمعدات اللازمة لتطهير جميع الترع، والعمل على إزالة أى انسداد فى القنوات المائية، والتخلص من أى تراكمات قمامة أو حيوانات نافقة بها بطريقة آمِنة.