كمسرية القطارات: البوابات الإلكترونية الحل لمواجهة التهرب من الأجرة
«كمسرى» أثناء تحصيل ثمن تذاكر السفر بالقطار
أكد عدد من كمسرية القطارات أنهم يأملون فى تحديث منظومة السكة الحديد، خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن المنظومة تعانى إهمالاً كبيراً وتدهوراً فى بنيتها الأساسية، موضحين أنه لا بد من تركيب بوابات إلكترونية بجميع محطات مصر لمواجهة «المزوغين من دفع قيمة تذكرة القطار».
التقت «الوطن» العديد من الكمسرية خلال رحلتها بقطارات «القاهرة - منوف»، «القاهرة - الإسماعيلية»، للتعرف على آرائهم فى تحديث منظومة السكة الحديد، والصعوبات التى يواجهونها أثناء عملهم، يقول أشرف عبدالمنعم، كمسرى، 55 عاماً «يوجد تطوير حالياً فى جميع جوانب الهيئة من تحديث وتطوير المحطات، ونظم كهربة الإشارات، وتحويل المزلقانات من يدوى إلى إلكترونى، ونأمل أن الهيئة تحدث جميع بنيتها الأساسية»، قائلاً: «نحتاج تطويراً داخل عربات القطارات (المميزة - المطورة) لمساعدتنا على تحصيل التذاكر وسط الزحام»، مطالباً المسئولين بنظرة عطف للكمسرية، وفقاً له.
وبصوت حزين يكمل «عبدالمنعم» حديثه لـ«الوطن»، أن المشكلات التى تواجهنا داخل القطار، تعامل المسافرين غير الأخلاقى نهائياً معنا، إلى جانب العنف الشديد من الركاب، قائلاً: «إحنا لما بنطلب من بعض الركاب التذاكر أو تمن التذكرة يقولوا إحنا مش معانا تذاكر ومش هندفع تمنها وإللى عندك اعمله»، مؤكداً أن «الإجراءات التى يتم اتخاذها فى حالة امتناع الركاب عن دفع الأجرة، تحرير محضر للممتنع عن دفع الأجرة، وتسليمه لأمن القطار أو أمن المحطة، وده مابيحصلش خالص، ولا يوجد إجراءات لحماية الكمسرى داخل القطار، واحنا بنعانى الأمرين».
«عبدالمنعم»: لا يوجد إجراءات لحمايتنا.. و«عبدالرحمن»: معظم الكارنيهات الموجودة مع الركاب «مضروبة»
ومن جانبه، يقول محمد شعبان، يعمل كمسرى قطار، ويبلغ من العمر 45 عاماً، إن «عدد الكمسرية الموجودين فى هيئة سكك حديد مصر غير كافٍ، وفى حال خروج كمسرى على المعاش ليس له بديل ومفيش توظيف خالص، مما أدى إلى نقص فى عدد الكمسرية فى منظومة السكة الحديد»، مشيراً إلى أن كل قطار فيه اثنان أو ثلاثة فقط، وهذا العدد لا يكفى لتحصيل التذاكر من كل الركاب، حيث يصل البعض إلى محطات وصولهم، قبل مرور الكمسرى عليه، وهناك من يكذب ويقول «أنا راكب من محطة كذا»، ليدفع أجرة قليلة.
وتابع «شعبان»: «قطار رقم 572 القاهرة - الإسكندرية يستقله عند محطتى أبوحمص وكفر الدوار، أكثر من 2000 راكب وماحدش بيدفع فلوس خالص»، قائلاً: «ماحدش يقدر يقول لهم هات تمن التذكرة»، مضيفاً «لو اتعاملت معاهم بأسلوب الشدة أو القسوة، هكون أول المجنى عليه بالسرقة أو الضرب أمام الركاب»، مطالباً هيئة السكة الحديد، بزيادة أفراد الأمن فى المناطق الخطرة لحماية الكمسرى.
وأكد «شعبان» أن إيرادات هذا الخط لا تصل إلى 15% من حجم الإيرادات على مستوى الجمهورية، قائلاً: «أسوأ أيام حياتى لما باروح الخط ده».
وفى ذات السياق، يقول عبدالرحمن حسن سعد، رئيس الكمسرية فى القطارات، إن «معظم الكارنيهات الموجودة مع الركاب مضروبة، وماقدرش أتكلم مع المسافرين خالص، خوفاً على سلامة الكمسرية»، لافتاً إلى عدم وجود أمن فى معظم القطارات، والرقابة الليلية معدومة نهائياً على جميع منظومة السكة الحديد.
وأكد «سعد» أن الحل الأمثل لمشاكل الكمسرية، هو عمل جهاز يسمى «خدمة العاملين بالهيئة» يقوم بعقد اجتماعات دورية، وذلك لمواجهة المشاكل التى قد تصيب الكمسرى خلال عمله، وحمايته والمحافظة عليه داخل قطارات السكة الحديد.