"أنامل بريئة".. مخبز العاملين به من أصحاب "متلازمة داون": بهدف تمكينهم
مخبز سنبلة
خبز معجون بأنامل بريئة تحب الحياة، وضعوا بصماتهم عليه فشكلوا أصنافا شهية لذيذة المذاق تصدر منها نكهة مميزة تعكس نقاء سريرة صانعيه وصفاء روحهم ومعنى التحدي والإصرار.
في فرن "سنبلة" التابع لمركز مصان لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة برج الشمالي بلبنان، كل شيء مخبوز بحب واهتمام، وذلك لأن كافة العاملين به من ذوي الاحتياجات الخاصة، من الخبازين القدامى والمتدربين الجدد، ومن أصابع أفراد هذه الشريحة الطيبة، تخرج أطباقا شهية لأنواع مختلفة من المخبوزات اللبنانية الشهيرة.
جاءت فكرة "فرن سنبلة"، بواسطة المدير العام المهندس علي شرف الدين، انطلاقا من الهدف الأساسي للتدريب المهني الذي يقدمه مركز مصان لذوي الإعاقة الذهنية التابع له، فهو وحسب قول نجاة سكماني، المديرة التربوية والتنفيذية والمسؤولة عن برامج التدريب بالمركز، يمنحهم فرصة عمل لتمكينهم في المجتمع ومساعدتهم على ربح بعض الأموال التي تساعدهم على العيش الكريم ويشعرهم بالأهمية.
ما بين الـ16 والـ35 تتراوح أعمار الشباب العالمين في "سنبلة": جميعهم من أصحاب متلازمة داون والتأخر الذهني المتوسط، ما عدا الشيف علي كردي، فهو يعاني من ضعف في السمع ومشاكل بالنطق، وحسب حديث نجاة لـ"الوطن"جاء إلى المركز بعمر 13 عاما كان في البداية خجولاً، وبعد خضوعه لتدريبات لتنمية القدرات الذهنية والمهارات الحركية والتكيف الاجتماعي لديه نجح في التخصص "كخبّاز" ويقوم الآن بتدريب الطلاب الصغار ويعول عائلته ويشارك في المعارض المختلفة للطهي.
بابتسامة خفيفة لاتفارق وجوههم، يستيقظ فريق فرن "سنبلة" المكون من جنسيات مختلفة بنهم فلسطيني وسوري ومصري إلى جانب اللبنانيون، يبدأون مباشرة عملهم مبكرا، يبدعون كل يوم في إنتاج أشهى أصناف المخبوزات ليست اللبنانية فقط بل أجادوا صناعة الخبز الألماني الصحي المعروف.
فريق "سنبلة" تم تدريبهم على إنتاج المخبوزات الألمانية بواسطة مدرب ألماني محترف ويسمح لذويهم متابعتهم أثناء التدريب من وقت لآخر للاطمئنان على تقدم حالتهم، وحسب قول المسؤولة عن برنامج التدريب، من فكرة الخبز الألماني الصحي الذي نال إعجاب المجتمع المحلي في لبنان تعززت فكرة الإنتاج في فرن سنبلة وتوسعت الأفكار وأصبح لدينا العديد من المنتجات بمختلف أنواعها اللبنانية والألمانية والعديد من أنواع الحلوى.
"المخبوزات لا تباع بمكان خاص تباع داخل المركز الخاص بنا فقط ونشارك في معارض مختلفة"، استكملت سمكاني حديثها مؤكدة أن الهدف من تدريب وتشغيل هذه الفئة من الأفراد هو نشر الوعي بأنهم قادرين على الإنتاج ومن يقتنع بهم يدعمهم ويشتري منهم.