بريد الوطن| ميزان عالمى يئن من غياب العدالة
ميزان عالمى يئن من غياب العدالة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كان على الدول المنتصرة أن ترعى مصالحها الدائمة دون حساب لأى عدالة، حتى لو اتخذت من العدل ستاراً، ومن الحرية شعاراً، قامت الأمم المتحدة وفشلت عصبة الأمم، وكثرَت الإملاءات والتدخلات فى شئون أفريقيا والعرب، فقد كان الشعار المعمول به: لا مكان لضعيف يريد أن يقوى لينافس مَن يقود العالم. سقطت أنظمة باسم الحرية ومحاربة الظلم، سقطت العراق واندلعت الحرب فى الصومال، وتهدد وجود دول، وكادت تُشطب من على الخريطة على يد الثورات والإرهاب الأسود، وأصبحت ليبيا دولة فاشلة، وسوريا فى حرب أهلية تصارع ضد السقوط فى كهف اللادولة، وانتفض العالم يصارع داعش فى العراق، وتهدَّدت مؤسسات دولة لبنان، وكادت مصر تسقط وتتم الخطة كما رسم صناع الحرية الزائفة، إلا أن إرادة الله أبت إلا أن تقلب بمصر الموازين، وفرَّت مصر من كهف اللادولة إلى عبور جديد وريادة فى بناء دولة حديثة وجيش قوى يحمى مقدراتها، وها هى مصر تحاول بزيارة الرئيس مؤخراً إلى الأمم المتحدة وبسياستها النشيطة أن تعدل ميزان العالم المقلوب، وتعرض قضية تعديل الأمم المتحدة مراراً، وإن كانت تعلم أن محاولتها لن تجدى للوصول لهذا الهدف، لأن الخمس دول الدائمة لا تتنازل أى منها عن عضويتها وعن مصالحها وعن حق الفيتو إلا أن تكسب بذلك حراكاً سياسياً وتضامناً دولياً وإحراجاً لبعض الدول دائمة العضوية تجاه بعض القضايا ذات الصلة بالشأن المصرى، الأمر الذى يفيد مصر، ويكسبها ثراء وزخماً سياسياً يفيدها كثيراً، ولعل يوماً ما يطرح هذا الأمر للنقاش بشكل يجد صداه، فغافل مَن يجهل دور مصر وتأثيرها حتى ولو لم يكن معها حق الفيتو.
أحلام عبدالصمد حوطر
إيتاى البارود – البحيرة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com