«سناتر الجامعات».. إنهم يقتلون «الحق فى الخيال»
جامعة القاهرة - صورة أرشيفية
رويداً رويداً، سنة بعد أخرى، كبرت كرة الثلج، وزحف سرطان الدروس الخصوصية من المدارس إلى الجامعات، ولم يعد الطلاب الذين اعتادوا على الانخراط فى دوامة الدروس الخصوصية طوال مراحل تعليمهم الأساسى والثانوى قادرين عن الاستغناء عنها حتى فى الجامعة، بعدما صار بإمكانهم أن يطلقوا العنان لعقولهم ويمنحوا مواهبهم مزيداً من الألق، هؤلاء الطلاب أسرى عادات تعليمية فاشلة بكل المقاييس، والأهم من ذلك أنها جريمة فى حق الأجيال الجديدة، لأنها تحرمهم من الخيال، من الحرية بمعناها الحقيقى، بعيداً عن التلقين، والإجابات الجاهزة، والنتائج الجاهزة.. وفى المقابل، نمت فئة جديدة داخل الجامعات، معيدون وأساتذة احترفوا مهنة التدريس خارج الجامعة تحت مسمى الـ«كورسات»، لتلبية احتياجات الطلاب الذين أصبح تلقيهم العلم فى مدرجات ضخمة عبئاً عليهم، لا يهم فى ذلك إن كانت الكلية نظرية أو عملية، فطلبة الحقوق والتجارة والآداب يستوون مع زملائهم فى الطب والعلوم والصيدلة، الكل واحد، والنتيجة جيل جديد لا يستطيع الحياة حراً فى عقله وأفكاره وموهبته، بلا تلقين أو إجابات جاهزة فارغة من المضمون.
«الوطن» تفتح ملف «الدروس الخصوصية».. جريمة بحق الأجيال الجديدة
«الوطن» تفتح ملف الدروس الخصوصية بالجامعات، عبر شهادات لطلاب لجأوا إليها هرباً من زحام المدرجات، وحكايات من معيدين تخفوا رافضين الإفصاح عن أسمائهم، وإن اعترفوا باضطرارهم لها لقلة رواتبهم، وتصريحات لأساتذة يدينون الفعل والفاعل.