«قصر الباشا» بالسويس خارج سجلات «الآثار».. وأخصائية ترميم: يضم تماثيل فنية
«قصر الباشا» غير مسجل ضمن الآثار
على الرغم من مرور نحو 80 عاماً على بناء «قصر شحاتة سليم باشا» فى السويس، فإنه لم يسجل فى وزارة الآثار، وبمجرد أن تسير على قدميك أو حتى تكون موجوداً داخل سيارتك بشارع الجيش بالسويس، أكبر شوارع المحافظة، ستلاحظ على الفور وجود قصر عبارة عن تحفة معمارية، ولكن لن تجد عليه اسم من أنشأه، ولكن ستجد فقط لافتة مكتوباً عليها «نقابة البترول».
«غريب»: وزارة البترول حولته إلى مقر لإحدى شركاتها.. و«بدر»: نناشد المسئولين الاهتمام به
والقصر بناه شحاتة سليم باشا، الذى أنشأ مستشفى الصدر بالمحافظة على نفقته.
وقالت إيمان ضياء، أخصائية ترميم بمتحف السويس القومى، إن «قصر شحاتة سليم من القصور العريقة بالمحافظة، وتم بناؤه عام 1928، وقام ببنائه شحاتة سليم وهو كان فى ذلك الوقت رجل أعمال يعمل فى ما يخص أعمال النقل البحرى، ومن عائلة عريقة وهو من مواليد عام 1895، وكان يؤدى أعمالاً خيرية كثيرة من بينها بناء مستشفى الصدر، ومنحه الملك فاروق لقب باشا لأعماله».
وأكدت «إيمان»، لـ«الوطن»، أن «شحاتة سليم اعتمد على فنانين إيطاليين لبنائه وبه نقوش فنية رائعة، بجانب أنه يحتوى على تماثيل فنية صُنعت بدقة، ثم فى النهاية قامت إحدى شركات البترول بشرائه».
وأضافت أخصائية الترميم بمتحف السويس: «إننا حاولنا دخوله، لكن لم نستطع هذا، وكان من الممكن أن يتم تنفيذ ترميم علمى للقصر للحفاظ على تراثه»، مؤكدة أنهم أجروا دراسة كاملة عن قصر شحاتة بالسويس نظراً لأهميته التاريخية، مضيفة: «كنا نتمنى أن ننفذ به أنشطة فنية وثقافية تليق بالقصر العريق».
وأكد على غريب، 80 عاماً، أحد السكان المجاورين لقصر شحاتة سليم، أن «القصر اشترته شركة بترول من ورثة شحاتة سليم باشا، ثم خصصته وزارة البترول كمقر للعاملين بالشركة بالمحافظة، والغريب أنهم يقومون بطلاء القطع الأثرية بالقصر ببويات عادية، وكنت أتمنى أن يرممه خبراء آثار».
وقال سامى بدر، موظف من السكان المجاورين للقصر: «إننا هنا فخورون بوجود القصر فى شارع الجيش، وهو من معالمه، بمجرد سير أى شخص فيه سيلفت نظره على الفور هذا القصر الجميل، الذى بالرغم من مرور 100 عام على بنائه تقريباً، فإنه ما زال قوياً وجماله ما زال موجوداً».
وناشد «بدر»، وزارتى الآثار، والبترول، المالكة للقصر، الاهتمام به، وعدم طلائه بأنواع البويات العادية، وأن يُحضروا متخصصين فى ترميم الآثار، لكى يرعوا ويرمموا القصر لأنه بالفعل يستحق الاهتمام ليس لكونه تحفة معمارية فقط، لكنه أيضاً شاهد على أعوام كثيرة وبطولات شهدتها المحافظة لأهل السويس عبر السنين».