12 ديسمبر.. ذكرى قرار 142 وبث الفضائية المصرية.. ووفاة رب السيف والقلم
جامعة الدول العربية التي أصدرت قرار رفض تقسم فلسطين عام 1946
يحفل يوم 12 ديسمبر بذكريات العديد من المناسبات والأحداث في مختلف المجالات، ولعل أبرزها عام 1946 حيث أصدرت جامعة الدول العربية القرار 142 الرافض لقرار تقسيم فلسطين والذي أقرته الأمم المتحدة في العام التالي، كما انضمت في ذات اليوم عام 1967 جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تصبح عضوًا في جامعة الدول العربية.
وبدأت الفضائية المصرية بثها المباشر في يوم 12 ديسمبر من سنة 1990، كأول قناة فضائية مصرية عربية تحمل الهوية المصرية والعربية لمخاطبة العالم الخارجي، وهي قناة تهتم بالبرامج الترفيهية والإخبارية والمنوعة، تتبع لـشبكة قنوات التليفزيون المصري التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون ويمثل إنتاج القناة من البرامج حوالي 97% من إجمالي المعروض بها، والباقي من برامج القنوات الأولى والثانية وقنوات شبكة تليفزيون المحروسة.
من أبرز ما أنتجته من برامج بتوقيت القاهرة والذي كان البرنامج الرئيسي في القناة، ويبث كذلك على القناة الثانية، وهو برنامج توك شو سياسي اجتماعي اقتصادي، يناقش أهم الأحداث الجارية على الساحة المصرية، وكان يقدمه حافظ الميرازي، أيضا برنامج الدين للحياة وهو برنامج ديني يعترض لقضايا العصر من فقه وسنة وحلها وقضايا الغرب والإسلام ويتم مناقشتها من خلال ضيوف البرنامج.
وبالعودة للوراء يتزامن هذا اليوم مع ذكري وفاة محمود سامي البارودي، الملقب برب السيف والقلم، حيث وافته المنية في 12 ديسمبر 1904 عن عمر ناهز 65 عامًا، وهو شاعر مصري ولد عام 1838، من أسرة مؤثرة لها صلة بأمور الحكم، وكتب عنه أنه نشأ طموحا تبوأ مناصب مهمة بعد ان التحق بالسلك العسكري، وثقف نفسه بالاطلاع على التراث العربي ولا سيما الأدبي؛ فقرأ دواوين الشعراء وحفظ شعرهم وهو في مقتبل عمره.
أُعجب بالشعراء المُجدين مثل أبي تمام والبحتري والشريف الرضي والمتنبي وغيرهم، وهو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية، تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له، ولقب برب السيف والقلم.
ولد البارودي لأبوين من أصل شركسي من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).
وكان أجداده ملتزمي إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة ويجمع الضرائب من أهلهاـ ويعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، وقد نشأ في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرا لمدينتي بربر ودنقلة في السودان، ومات هناك وكان محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.تلقى البارودي دروسه الأولى فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، تعلم مبادئ النحو والصرف ودرس شيئا من الفقه والتاريخ والحساب، حتى أتم دراسته الابتدائية عام 1851 حيث لم يكن هناك في هذه المرحلة سوى مدرسة واحدة لتدريس المرحلة الابتدائية، وهي مدرسة المبتديان وكانت خاصة بالأسر المرموقة وأولاد الأكابر.
ومع أنه كان من أسرة مرموقة، فإن والدته قد جلبت له المعلمين لتعليمه في البيت، والتحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية سنة 1852م، وبدأ يظهر شغفًا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، حتى تخرج من المدرسة المفروزة عام 1855 برتبة "باشجاويش" ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.
عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وسافر إلى الأستانة عام 1857 حيث تمكن في أثناء إقامته هناك من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، وأعانته إجادته للغة التركية والفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1857-1863،عينه الخديوي إسماعيل معيناً لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة.
ضاق البارودي برتابة العمل الديواني وحنّ إلى حياة الجندية، فنجح في يوليو عام 1863 بالانتقال من معية الخديوي إلى الجيش برتبة بكباشي. واشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة 1865م لمساندة الجيش العثماني في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة كريت، واستمر في تلك المهمة لمدة عامين حيث أبلى البارودي بلاء حسنًا، وقد جرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحرب التي خاض غمارها، في رائعة من روائعه الخالدة التي مطلعها:
أخذ الكرى بمعاقد الأجفان ..وهفا السرى بأعنة الفرسان.
والليل منشور الذوائب.. ضارب فوق المتالع والربا بجران.
لا تستبين العين في ظلماته.. إلا اشتعال أسِنَّة المران.