ولكم فى توفيق «العتال بطرف صناعى» حياة يا أولى «الهمم»
توفيق
لا يكشف عن ساقه إلا لـ«الشديد القوى»، وأحياناً يكون هذا الشديد القوى هو ثناء الآخرين عليه، والذى يزيد حين يكتشفون أن العتال المكافح يعمل فى رفع الطوب وحمله من وإلى سيارات النقل وهو بطرف صناعى.
قال إنه ينقل ما يقرب من 8 آلاف طوبة يومياً.. وأهل البلد «بيحلفوا بحياته»
لم يتوقع توفيق النجدى، أن البرميل الذى وجده فى الشارع واستخدمه فى وضع الطعام لماشية كان يرعاها فى بيته سيكون سبباً فى فقدان ساقه اليمنى: «أخدت البرميل من الشارع، ماعرفش كان إيه جواه، ورحت أقطعه عند الحداد، أول ما الماكينة قربت من البرميل انفجر فى رجلى، وأول ما رحت المستشفى قطعوها».
يحكى الرجل صاحب الـ43 عاماً، وهو يجلس منتظراً سيارة الطوب يومياً، من القاهرة إلى المنزلة بالمنصورة، ليعمل فى نقل الطوب، ويحصل على قوته وأبنائه الثلاثة: «كنت باشيل أكتر من 8 آلاف طوبة فى اليوم، بس خلاص صحتى راحت، عندى أستحمل الألم أحسن بكتير مما أشوف أولادى محتاجين حاجة، وأنا مش لوحدى، مراتى بتشتغل فى مستشفى حكومى، وكلنا بنساعد بعض علشان الدنيا تمشى».
لم يُمحَ من ذاكرة «توفيق»، تخلى أقاربه عنه أثناء مرضه وملازمته الفراش أكثر من 6 أشهر دون عمل، أصيب خلالها بحالة نفسية سيئة، أخرجته مساندة أبنائه وزوجته منها: «قعدت فترة عقبال ما استوعبت اللى حصل لى، لحد ما فقت وقعدت أقول الحمد لله، وبدأت أنزل الشغل، وأهل البلد كلهم بيضربوا بعزيمتى وقوتى المثل».