حكايات من قهوة «عم عبدالله»: كنت باكل طبق فول بالسمن البلدى بـ3 تعريفة وساكن إيجار بـ40 قرش.. كانت أيام
«عم عبدالله» قهوجى تخطى التسعين عاماً
أثبت أن العمر مجرد رقم، وأن السن الكبيرة ليست عائقاً للنزول إلى العمل، وأن لكل مرحلة عمرية جمالها، هذا ما أدركه عبدالله عبدالفتاح، 90 عاماً، الذى أحب العمل واختار بإرادته أن ينزل يومياً للمقهى الذى يملكه بأحد شوارع حى الموسكى، لتقديم المشاريب بنفسه للزبائن، الذين يحبهم ويحبونه.
الاستيقاظ مبكراً عادة يحرص عليها منذ صغره، يرتدى جلبابه وقبعته، وينزل بكل نشاط ليفتح المقهى، يبدأ فى عمل الشاى وبيعه بجنيهين والقهوة بـ3 جنيهات.
أقلع عم «عبدالله» عن التدخين منذ 20 عاماً، بمجرد أن بلغ الـ70 عاماً: «لقيتها مضرة ومش بتفيدنى، وكمان كان لازم أكون قدوة للى حواليا»، ومن وقتها توقف عن تقديم الشيشة فى مقهاه: «مضرة وماقدرش أؤذى حد، خاصة الشباب»، ينظر لمجموعة من رواد المقهى تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً ويقول: «أنا باخاف على الشباب دول وباحبهم».
يؤكد لمن حوله أثناء قيامه بعمل فنجان قهوة، أنه عازم على العمل طالما لديه القدرة على ذلك: «حتى لو عندى 100 سنة هاشتغل، أصل أنا ماقدرش آكل لقمة إلا من نفسى، ماقدرش أقول لحد هات، غير كده باحب الشغل».
يحب رواد المقهى سماع نصائحه، أولها الاهتمام بالصحة، ثانيها حب الحياة وثالثها الأمانة: «باحب أتكلم مع الناس يتعلموا واتعلم منهم، ومن أكتر الحاجات اللى باقولها لهم برضه إنهم يمشوا دوغرى». عاصر «عبدالله» أجيالاً مختلفة، يضحك عندما يتذكر كوب الشاى الذى كان يقدمه بقرش واحد فقط، والشقة التى كان إيجارها 40 قرشاً: «ده أنا كنت أروح لبتاع الفول، آخد طبق بالسمن البلدى ومعاه رغيفين كبار بـ3 تعريفة، وآخد تعريفة تانية للبليلة».
يحب سماع الموسيقار محمد عبدالوهاب، ويحب فترة الرئيس جمال عبدالناصر، ولا يتمنى سوى الخير لأولاده الثلاثة وأحفاده الـ7: «أتمنى الأمان للعالم كله، وباحلم ربنا يوعدنى بزيارة النبى».