"أبريق الشاى".. حكايات زمان على مسرح متنقل
كانت ساعة ما قبل النوم هى المحببة لدى «علياء» وهى صغيرة، تسمع فيها حكايات مختلفة من جدتها ثم والدتها، كبرت «علياء» وهى تحفظ تلك القصص، وقد ترسّخ فى ذهنها أن الجميع لا بد أن يكون قد استمع إلى الحكايات نفسها باعتبارها قصصاً مشهورة، لكن تغيُّر الحال وظهور التليفزيون باعتباره المصدر الوحيد للحكايات من خلال أفلام الكارتون، دفعها إلى استعادة دور جدتها ووالدتها من خلال مسرح متنقل للعرائس هو «أبريق الشاى».
المشروع يستهدف الأطفال من سنتين إلى 10 سنوات، حسب «علياء» التى قدمت عرضاً على مسرح العرائس فى مركز «مشكاة» الثقافى. العرض بدأ بحكاية صغيرة لم تتجاوز 10 دقائق وتدور حول ذئب صغير يبحث عن صديق ويمر بثلاثة حيوانات ليخبرها بأنه تغير بالفعل وصار ذئباً صالحاً ويريد أن يصادقها، لكن الثلاثة أصدقاء لا يصدقونه إلا فى المرة الثالثة بعد أن قام بأحد التصرفات التى تدل على تغيّره بالفعل.
«نريد أن نعلم الأطفال معنى الصواب والخطأ من خلال الفن والمتعة وليس من خلال التلقين والحفظ»، فالأطفال حسب «علياء» لا يحبون إلقاء الأوامر بشكل مباشر: «كلنا نحب الحواديت، ومن واحنا صغيرين الحكايات اللى بنسمعها من جداتنا وأمهاتنا هى الحاجات اللى حفظناها وكبرنا عليها». اختيار اسم المسرح «أبريق الشاى» مستوحى من أغنية «أبريق الشاى» الشهيرة: «كلنا كنا حافظين الأغنية دى، والأغنية بتحكى عن أبريق شاى بيحب الحواديت، وده اللى إحنا عايزين نوصله». بعد انتهاء عرض الأراجوز يبدأ الجزء العملى من العرض، حيث تبدأ ورشة مع الأطفال الصغار لصنع أشياء مستوحاة من القصة التى استمعوا إليها، إما بـ«ماسكات» للذئب وأصدقائه، وإما برسم الألوان، وأحياناً بصنع قبعات يتم ارتداؤها.