صور| الإهمال يضرب "قصبة رضوان"الأثرية.. ودراسة: يجب إخلاؤها من السكان
الإهمال يضرب موعداقصبة رضوان
صارت منطقة قصبة رضوان الأثرية بالدرب الأحمر عنوانا للإهمال الجسيم، إذ تعانى المباني المحيطة بها من حالة إنشائية ومعمارية سيئة للغاية، نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية بها، فضلا عن تهدم جزء كبير منها وتعرُضه للحريق وتحويل جزء منه كمخازن للكراكيب والروبابيكيا، وتحول منطقة صحن المنزل إلى ورش لصناعة الأخشاب.
وطالبت الدكتورة هايدي موسى، مفتشة أثرية، بضرورة إعادة استخدام منازل قصبة رضوان بالدرب الأحمر، المرممة منذ عشر سنوات تقريبا، باستغلالها كفندق تراثي سياحي، لإقامة الزائرين في قلب المدينة التاريخية.
وشددت "هايدي"، في دراسة حصلت "الوطن" على نسخة منها، تحت عنوان "التنمية السياحية للمناطق الآثرية وحرفها تطبيقا على منطقة قصبة رضوان الأثرية"، على ضرورة إخلاء مقعد رضوان من السُكان القاطنين به بعد تعويضهم بشكل مناسب وترميمه ترميما شاملا معماريا ودقيقا، واستخدامه كمعرض لرؤية الزائرين مراحل صناعة الخيامية على مر التاريخ، وأيضا استخدام جزء منه كمركز للزوار يتم من خلاله عرض فيلم تسجيلى قصير يتناول تاريخ المنطقة وحرفها اليدوية، والجزء الباقي المهدم من المنازل يُوظف بعد ترميمه ككافيتريا.
ودعت الدراسة إلى تضافر جهود الجهات المعنية والمسؤولة فيما بينها من وزارت الآثار والسياحة والثقافة والبيئة والأوقاف والداخلية والخارجية، بالإضافة إلى الإعلام، لتوفير الخبرات الإدارية والفنية والتقنية اللازمة لذلك.
وأكدت الدراسة أهمية وضع الخطط القصيرة والبعيدة المدى لإدارة الموقع الأثري، مع وضع جدول زمني مُحدد لتنفيذ الخطط وتحديد واضح لاختصاصات كل جهة مشاركة في هذه الخطط وتوفير الموارد المالية اللازمة للتنفيذ.
وأشارت إلى أن مقعد رضوان والمباني المحيطة به يعاني من حالة إنشائية ومعمارية سيئة للغاية نظرا لارتفاع منسوب المياة الجوفية، فضلا عن تهدم جزء كبير منها وتعرُضه للحريق وتحويل جزء منه كمخازن للكراكيب والروبابيكيا، وتحول منطقة صحن المنزل إلى ورش لصناعة الأخشاب، وشددت على أهمية إنقاذ الآثار المُدرجة من التدهور طبقا لسوء حالتها وعدم استقرارها، بعمل خطة ترميم شاملة سواء معمارى أو دقيق خاصة في الجزء الخاص بمقعد رضوان، حيث إن حالته سيئة للغاية.
ودعت إلى الارتقاء بالمجتمع والتوعية بأهمية هذا الإرث الحضاري والثقافي والتاريخي لدى من يقطنون الموقع، للحفاظ على سلامة الآثر، وذلك من خلال بعض الضوابط اللازمة لذلك، فإعادة الاستخدام تمثل بدورها جزءا من صيانة الآثر والحفاظ عليه، مع كيفية التوافق في كون أن هذه المناطق آثرية وسياحية، وفي نفس الوقت مزدحمة بالسكان ونشاطهم جزء لا يتجزأ من النسيج العمراني والبناء الاجتماعي للمنطقة.
وأضافت أن قصبة رضوان في القاهرة هي السوق الأثري العظيم، الذى يُمثل الجزء الرئيسي من مجموعة المُنشآت التي شيدها رضوان بك في سنة 1060هـ / 1650م جنوبي باب زويلة مباشرة حيث بدايته وآخره شارع الداودية، ليُحاكى بها قصبة القاهرة الفاطمية التى تُعرف اليوم بشارع المعز وجعل بها دورا وحوانيتا ومقعدا وزاوية.
وتابعت أن عمارة سوق قصبة رضوان عبارة عن ممر مستطيل مُغطى بسقف من عروق خشبية مُطبقة بألواح مُستعرضة به تسعة عشر فتحة للتهوية والإنارة، اصطفت على جانبي الشارع، مجموعة من الحوانيت متراصة بجوار بعضها البعض، غالبا ما تكون مساحتها حوالي 3 × 2 متر تقريبا أو أكبر قليلا تمثل ورش الخيامية يعلوها منازل رضوان بك، كما تضم هذه الحوانيت مجموعة متنوعة من الحرف منها المُختص بعمل المداسات والنعال وبيعها، ووسطها يُعرف بالخيامية، وآخرها يُعرف بالمغربلين، وتكمن أهمية الأسواق في كونها تعتبر السبب الرئيسي في وجود التجمعات السُكانية، كما أنها تلعب دورا كبيرا كمراكز للتبادل التجاري والثقافي بين السكان، وبالتالي فإن الأسواق تعتبر من أبرز العناصر العُمرانية التي ينبغى الحفاظ عليها وعلى الحرف الموجودة بها ضمن سياسة متكاملة للحفاظ على المواقع الآثرية والتُراثية.
وأشارت إلى أن نشأة القصبة يرجع إلى الأمير رضوان بك بن عبدالله الفقاري، أمير الحج المصري الكُرجي الأصل، كان واحدا من مماليك الأمير ذو الفقار بك، اعتنى هذا الأمير ببناء الآثار الحسنة في طريق الحج المصري، فقد تولى منصب أمير الحج المصري وأمين الصُرة الشريفة، وتعرض للكثير من المحن إلى أن مات دون ذُرية.