الرئيس من فيينا: ملتزمون أمام التاريخ برعاية اللاجئين فى مصر.. ولن نتركهم لمصير «البحر»
الرئيس النمساوى خلال استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسى
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبر صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»، عن سعادته بزيارته الحالية للنمسا، قائلاً: «إن سعادتى بالغة بزيارة دولة النمسا التى تربطها بمصر علاقات وثيقة نطمح لتعزيزها مستقبلاً، وأتقدم بالشكر للمستشار النمساوى سيباستيان كورتز على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأثق بقدراته كشاب وسياسى واعد فى العمل المشترك من أجل دعم العلاقات بين بلدينا».
وأكد «السيسى» وجود توافق كبير بين مصر والنمسا فى الكثير من الموضوعات التى تم طرحها للنقاش مع كبار المسئولين النمساويين، معتبراً أن زيارته للنمسا «نقطة انطلاق لمزيد من العلاقات بين البلدين».
وأوضح الرئيس، خلال مؤتمر صحفى مع «كورتز»، أن اللجنة المشتركة المصرية- النمساوية لم تنعقد منذ 2010، وبالتالى اتفقنا اليوم على استئناف عقد اللجنة المشتركة فى العام المقبل 2019، حتى يتم الاتفاق على المجالات المقرر التعاون فيها بين البلدين. وأضاف «السيسى»: «وأوجه كل التحية والتقدير للشعب النمساوى العظيم، وأشكر كل المصريين لاستقبالهم لى اليوم وغدًا فى درجة حرارة اثنين وثلاثة تحت الصفر وهو أمر مقدر لى».
وعن ملف اللاجئين، قال «السيسى»: «نحن فى مصر كان لدينا التزام أخلاقى وإنسانى قبل أن يكون التزاما أمنياً، ولدينا فى مصر 5 ملايين لاجئ لم نتعامل معهم كلاجئين، ولن نسمح لهم أن يخرجوا من مصر ليكون مصيرهم الفقد فى البحر، وهذا التزام أمام الإنسانية والتاريخ»، مشدداً على أن «الملايين من اللاجئين الذين يعيشون فى مصر يعامَلون مثل المصريين». وكشف «السيسى» عن أنه تحدث مع «كورتز» عن عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وكان هناك توافق كبير فيما بينهما بشأن هذه الموضوعات، لافتاً إلى أنه ناقش مع مستشار النمسا سبل التعاون فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتعليم والتكنولوجيا، والتحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط. وتابع الرئيس قائلاً: «تكلمنا عن التعاون فى مجال التعليم والمشروعات الصناعية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن التعاون فى حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط، وهناك توافق كبير على الاستقرار والأمن فى منطقة المتوسط، وفى الدول التى تشهد عدم الاستقرار لأنها تؤثر بشكل مباشر على حالة عدم الاستقرار فى أوروبا». من جهته، قال «كورتز»: «لقد وقعنا 10 مذكرات تفاهم فى مختلف المجالات، خاصة أن مصر من أهم الشركاء التجاريين للنمسا فى أفريقيا والشرق الأوسط».
«السيسى»: لدينا 5 ملايين لاجئ يعيشون فى مصر يعامَلون مثل المصريين.. وبحثت مع الرئيس النمساوى التعاون فى التعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.. واستئناف عقد اللجنة المشتركة بين البلدين العام المقبل
وأضاف «كورتز»، موجهاً حديثه للرئيس «السيسى»، أن «مصر والاتحاد الأوروبى سبق لهما إجراء مباحثات جيدة ومكثفة فى مسألة الهجرة غير الشرعية، ونشكركم على مجهوداتكم فى هذا الأمر الذى ينعكس إيجابياً على الاستقرار فى أوروبا».
وأكد «كورتز» أن هناك اهتمامات مشتركة بين مصر والنمسا، مشيداً بدور مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحاً أن «مصر استطاعت منع خروج الأشخاص بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، وهذه حقيقة مؤكدة، حيث لم يصل المزيد من المهاجرين».
وأشار مستشار النمسا إلى أن «الدور المصرى فى هذا الصدد ساهم فى تدمير خطوط مهربى البشر والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا»، موجهاً الشكر للرئيس السيسى على هذا الجهد، ومشيداً بجهود الإصلاح الاقتصادى المبذولة فى مصر حالياً.
وشهد «السيسى» و«كورتز»، فى العاصمة النمساوية فيينا، اليوم، مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة واتفاقيات التعاون بين البلدين، وذلك عقب جلسة المباحثات التى جرت بينهما فى مقر المستشارية بالعاصمة فيينا بحضور وفدى البلدين.
وفى هذا الصدد، وقعت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، مذكرة التفاهم الأولى فى مجال الاستثمار، مع هارت فيج لوجر، وزير المالية النمساوى، كما وقعت «نصر» و«لوجر» أيضاً على مذكرة للتعاون بين الجانبين فى مجال ريادة الأعمال ودعم صغار المستثمرين فى مصر، وتم التوقيع كذلك على مذكرة تتعلق بالتعاون فى مجال تطوير المناطق الحرة.
من جانبه، وقع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، ونظيره النمساوى هاينز فاسما، مذكرة للتفاهم فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى بين البلدين، فيما وقع سامح شكرى، وزير الخارجية، مع السكرتير العام للابتكار والتقنية فى النمسا، مذكرة تفاهم للتعاون بين الجانبين فى مجال التكنولوجيا والابتكار.
وفى السياق، وقع الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، والدكتور لوثر ستادلر، مدير قسم المبيعات فى شركة «بلاسر تويرل»، مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال السكك الحديدية والبنية التحتية، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين فى مجال المشروعات القومية مع إحدى الشركات النمساوية لإنشاء خط إنتاج نمساوى فى مصر لتوريد المعدات.
من ناحية أخرى، شهد «عبدالغفار» و«فاسما» التوقيع على مذكرة تفاهم بين جامعة سيناء فى العاصمة الإدارية الجديدة ويمثلها الدكتور حسن راتب وجامعة «ميدول النمساوية»، كما تم التوقيع على مذكرة أخرى للتعاون بين جامعة فيينا الطبية و«جامعة النهضة» فى بنى سويف.
واستقبل الرئيس النمساوى ألكسندر فان دير بيلين، اليوم، الرئيس «السيسى» لدى وصوله إلى قصر هوفبورج الرئاسى فى العاصمة فيينا، حيث أجريت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلام الوطنى للبلدين، واستعرض الرئيسان حرس الشرف.
واصطحب الرئيس النمساوى «دير بيلين» الرئيس السيسى إلى داخل القصر، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية تركزت على سبل تعميق وتوسيع التعاون الثنائى بين البلدين، وتم خلال الجلسة استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك بين القاهرة وفيينا. من جهة ثانية، أكدت كارين كنايسل، وزيرة خارجية النمسا، دعم بلادها لجهود «السيسى» الرامية إلى تعزيز الاستقرار وإيجاد تسويات سلمية لأزمات منطقة الشرق الأوسط.
وقالت «كنايسل»، فى تصريحات صحفية اليوم، إن «النمسا ملتزمة بموقف الاتحاد الأوروبى تجاه الأزمة الليبية والداعم لمهمة المبعوث الدولى إلى ليبيا غسان سلامة»، مشيدة بالجهود المصرية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية سلمياً للحفاظ على الدولة الليبية وحماية مقدرات الشعب الليبى.
وأضافت «كنايسل» أن الزيارة الحالية للرئيس السيسى إلى فيينا، ومحادثاته مع الرئيس النمساوى ألكسندر فان دير بيلين، والمستشار النمساوى سيباستيان كورتس، ستعزز التعاون بين القاهرة وفيينا فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، واصفة الزيارة بأنها «مهمة واستراتيجية».