«عم محمد» يعيد تدوير الأحذية البالية بالورنيش الأسود: دارى العيوب داريها
«عم محمد» يلمع الأحذية ليعرضها للبيع
يجلس وسط كم كبير من الأحذية الجلدية والرياضية ذات الألوان الباهتة، يحاول إخفاء العيوب التى تشوبها بطلائها باللون أسود، لا يُصلح العيب، لكنه يخفيه فقط، ليبدو الحذاء أكثر بريقاً، فيتمكن من بيعه على أن يقوم صاحبه بإصلاحه بعد ذلك.
فى ورشة صغيرة بمنطقة الحبانية بالدرب الأحمر، يجلس محمد على الخطيب، أمام دلو ممتلئ بورنيش لونه أسود لامع، يمسك الفرشاة ويدهن الحذاء تلو الآخر، فيتغير شكله تماماً: «اللون الأسود بيدارى كل العيوب، وبيشجع الناس على شرا الحاجة القديمة، ولو فيها قطع ولا حاجة هما يصلحوه سهل جداً».
بعد انتهائه من دهان كومة من الأحذية كانت أمامه، يرصها إلى جوار بعضها لتجف، ثم يجمعها فى جوال، ويستعد للنزول بها فى إحدى الأسواق لبيعها بعد أن يغير جلبابه الذى تلطخ بالورنيش الأسود: «عندى 76 سنة، ومفيش غير الشغل ده اللى يناسبنى، ماليش مصدر رزق تانى، ولو يوم قعدت مش هالاقى مصاريف، لازم أنزل حتى لو تعبان».
يعمل «محمد» فى تلك المهنة منذ 30 عاماً، أحبها رغم تعبها: «حبيتها علشان باحس أن الغلابة بيفرحوا لما يشتروا جزمة كأنها جديدة، الناس غلابة قوى ومامعاهاش تشترى جديد». ومع ذلك لا يرضى أن يعمل أى من أبنائه فى مهنته: «أنا تعبت علشانهم، نفسى يبقوا أحسن منى، مش عايزهم يصلحوا جزم ويبقوا سريحة على باب الله». يتعجّب «محمد» من أخلاق المواطنين التى يصفها بـ«السيئة»، وهو ما يلاحظه أثناء سيره أو أثناء تعامله معهم: «زمان كانت الناس تتعامل معايا باحترام، ماعرفش إيه اللى حصل وإيه السبب؟.