«المرض الخبيث».. حكاية مريض
«المرض الخبيث».. حكاية مريض
لحظات الفرحة بمولوده الذى يكبر يوماً يعد يوم، تلاشت قليلاً، بعدما أخبره الأطباء أن ابنه الصغير مريض بالسرطان.
واسودت الدنيا فى وجه الأب، الذى لم يكن يتخيل أن الكشف الذى أجراه لابنه بسبب القىء المستمر، سيخبره أن الإصابة هى ذلك المرض اللعين.
مرتب الأب 1200 جنيه شهرياً لا تكفى احتياجات منزله العادية
انتهت الكشوفات إلى قرار بإجراء عملية لكريم، لإزالة بعض الأورام من المخ، وبعد تلك الفترة كان على الصغير الدخول إلى أحد المستشفيات لإجراء الجلسات الخاصة به، ورفضه مستشفى كبير كونه تلقى علاجاً فى مستشفى آخر، بما يتعارض مع البروتوكول الذى يعمل به، وكان عليه الانتظار لأدوار كثيرة فى مستشفى آخر: «كانت حالة الولد بتتدهور يوم عن يوم، ومش عارف أعمل إيه»، يحكى أيمن سديرة، والد الطفل، الذى يعمل موظفاً بإحدى الجمعيات ويتلقى راتباً 1200 جنيه شهرياً لا تكفيه احتياجات منزله العادية، المكون من زوجة وطفلين، ولا يملك ثمن تلك الجلسات بمستشفى خاص: «فلقيت واحد قريبى بيقول لى أنا هصوره وهنشر مشكلته على النت، وبصراحة أنا ماكنتش موافق عشان حسيت إن ده مالوش لازمة».
مساعدات مواقع التواصل تنقذ «كريم».. ووالده: «ماكنتش مصدق إن ده يحصل»
ما حسبه الرجل بلا قيمة، كان فى النهاية سبباً فى شفاء صغيره، الذى تعاطف مع قصته البعض، وكانت قصته تنتشر فى كثير من المجموعات، وتولى البعض جمع تبرعات له، ودفعها على هيئة فواتير للمستشفى الذى يعالج ابنه، وتلقى هناك نحو 30 جلسة، كانت أموالها من تبرعات البعض ممن تعاطفوا مع حالته على مواقع التواصل، حتى تحقق للصغير الشفاء: «أنا بقى لو كنت استنيت دور فى المستشفى بعد ما التانى قال لى ماينفعش تخش ماكنتش هعالج ابنى، وكنت هتمرمط مشاوير ياما للقاهرة وأنا أصلاً من إسكندرية». يتذكر الرجل لحظة إصابة طفله وخشيته من فقده، وما آل إليه الحال الآن، واللحظات التى كان يرى فيها معاناة طفله الذى لم يكن قد نطق بأبسط الكلمات بعد: «لو الناس ماكانتش وقفت معايا، ماكنتش أعرف حالى هيبقى إزاى دلوقتى».