حملة "الوطن"| ترعة «المرة» فى أسيوط.. جهات حكومية لوثت مياهها المخصصة لرى 3000 فدان
مياه الصرف والقمامة تملآن ترعة المرة بأسيوط
مأساة حقيقية يعيشها أهالى قرية «بنى غالب»، والقرى الواقعة على ترعة «المرة» بأسيوط، التى تمتد لمسافة تزيد على 140 كيلومتراً وتشق قرى مراكز «أسيوط، منفلوط، ديروط، والقوصية»، بعد أن تحولت من مجرى مائى لرى الزراعات إلى مصب للصرف الصحى ومقلب للنفايات، حتى إن مجالس المدن تلقى بحمولات سيارات الكسح الخاصة بها فى المجرى، الأمر الذى تسبب فى تلوث مياهها، وانتشار الأمراض بين الأهالى وأبرزها مرض الفشل الكلوى.
جابر مصطفى، من أهالى القرية، أكد أن المشكلة تتلخص فى أن محطة صرف بنى غالب تقوم بتفريغ الفائض عن المحطة عن طريق ماسورة صرف ممتدة من المحطة للترعة وتختلط مياهها مع مياه الترعة التى تروى الأراضى الزراعية، ما نتج عنه تلوث المحاصيل وانتشار الأمراض بين الأهالى، وعلى رأس هذه الأمراض الفشل الكلوى، فضلاً عن إصابة رؤوس الماشية بالعديد من الأمراض.
وأضاف «عبدالرحمن عوض» مزارع بقرية «الهداية»، أن ترعة «المرة» عمرها يزيد على 100 عام، وكان الهدف من إنشائها تصريف الفائض من رى الأراضى الزراعية من الترعة الإبراهيمية لرى غابات الأشجار، ولكن نظراً لعدم إنشاء مشروع الغابات الشجرية بالمحافظة، تحولت الترعة إلى مجرى يضم بين جنباته مياهاً راكدة لا يحركها سوى تفريغ حمولة سيارات الصرف الصحى، وإلقاء القمامة والمخلفات العضوية والزراعية. عصام توفيق، موظف، لفت إلى أن وقت إنشاء الترعة، كانت المنطقة خالية من السكان أما الآن تغير الأمر بعد امتداد العمران إليها، وأصبحت منطقة سكنية، مستنكراً تقصير جهاز شئون البيئة بعدم تحرير محاضر لسيارات الكسح التى تفرغ حمولتها بالترعة، وأشار خالد منصور، مزارع، إلى أن الترعة تحولت إلى مفرخة للحشرات الضارة منها الناموس الذى ينقل الأمراض بين الناس، مضيفاً أن ما زاد الأمر سوءاً هو إلقاء محطة الصرف مياهها الفائضة فى مجرى الترعة، وتابع: «نروى منها الأرض وتشرب منها الماشية، رغم تلوث مياهها».
الأهالى: سيارات الكسح التابعة لمجالس المدن تفرغ حمولتها فى الترعة.. ومحطة الصرف تلقى بفائض مياهها فى المجرى
وأشار سيد محروس، مزارع، إلى أن أهالى قرية بنى غالب، تفشت بينهم الأمراض بسبب مياه الرى الملوثة بالصرف الصحى فى غياب تام للمسئولين، لافتاً إلى أن قرية بنى غالب تضم أكثر من 800 فدان تروى بمياه الصرف، وصارت مصدراً لجميع الأوبئة، وطالب محافظ أسيوط اللواء جمال نورالدين بردم الترعة، التى أصبحت تثير القلق والذعر لكل المناطق التى تمر بها وتحولت من ترعة لرى الزراعات إلى مصب لمياه الصرف الصحى ومقلب للقمامة ومصدر للأمراض.
من جهته أكد مصدر برى أسيوط، رفض نشر اسمه، أن الترعة تروى ما يزيد على 3 آلاف فدان بقرى «منقباد، عزبة الجيش، البورة، بنى غالب، إسكندرية التحرير، وحى السلام»، مشيراً إلى أنهم خاطبوا شركة الصرف أكثر من مرة بوقف تحويل فائض محطة صرف بنى غالب بمجرى الترعة، إلا أن الشركة تتجاهل، وإن تم الرد تكتفى بوعود لحل الأزمة دون تحرك فعلى على أرض الواقع.