حملة "الوطن"| ترعة «السخاوى» توزع المرض على أهالى كفر الشيخ
القمامة تملأ ترعة السخاوى
تعديات وإشغالات وردم وحجارة وأشجار ضخمة تكسو جانبيها وبقايا منازل مُهدمة، هذا هو حال ترعة السخاوى الشرقية الواقعة بمنطقة رى غرب سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ، التى تروى أكثر من 10 آلاف فدان وتخدم نحو 25 قرية وتوابعها، ويبلغ طولها نحو 10 كيلومترات، وما زالت الترعة المصدر الوحيد لرى الأراضى، إلا أنها تعانى من الإهمال وتجاهل المسئولين.
نسيم محمد عبدالله، مزارع، قال إن الترعة مصدر مهم لرى الأراضى الزراعية، لكنها تحولت إلى بؤرة لنشر التلوث، بعد أن أصبحت مقلب قمامة يلقى فيه سكان 25 قرية المخلفات ومياه الصرف الصحى والحيوانات النافقة، فضلاً عن الإشغالات والتعديات بردم أجزاء كبيرة منها دون تحرك مسئولى الزراعة أو الرى. وأضاف: «تقدّمنا بعشرات الشكاوى وأرسلنا استغاثات للمسئولين لسرعة إزالة التعديات والإشغالات التى تمثل عائقاً أمام وصول المياه إلى أراضينا الزراعية، لكن دون جدوى، ورغم صدور قرارات إزالة لتلك التعديات إلا أن مهندس رى غرب سيدى سالم، يرفض تنفيذ الإزالات والتعديات، وأراضينا بارت بسبب انقطاع المياه عنها، وناشدنا جميع الجهات المسئولة دون أن يتحرك أحد».
تعديات البناء وإلقاء المخلفات تهدد 10 آلاف فدان بالبوار بسبب عدم وصول المياه إلى نهايتها
أسامة محمد خليل، مزارع بسيدى سالم، أكد أن بعض المعتدين أنشأوا منازل على حافة الترعة، فى وقائع تعدٍّ واضحة على أملاك الدولة أمام مرأى ومسمع من الجميع، بالإضافة إلى قيام الأهالى بإلقاء مخلفات كثيرة، ورغم ذلك يعترض المعتدون على تطهير المجرى المائى، مما يمنع وصول المياه إلى الأراضى الزراعية ويهدّدها بالبوار، فضلاً عن إنشاء معديات مخالفة وردم أجزاء منها، وبناء عشش على جوانبها. وتابع: «أرسلنا استغاثات إلى وزيرى الزراعة والرى، وتوجّهنا للإدارة الزراعية وهندسة الرى وتقدّمنا بمذكرات وشكاوى دون جدوى، والرد دائماً يكون: المخالفون يعترضون على تنفيذ قرارات الإزالة».
وأوضح حسام مصطفى، من سكان قرية «الروضة»، أن الأشجار العتيقة احتلت ضفتى الترعة، وحطت فروعها على مياهها، فتحولت إلى بيئة خصبة للحشرات، كما تسبّبت الأشجار والمخلفات فى ضيق مساحة الترعة، فضلاً عن انتشار الحيوانات النافقة والطمى، مما تسبّب فى قلة كميات المياه الواصلة إلى الأراضى.
وأكد محمد عبدالله حلاوة، مزارع، أن الجمعية الزراعية بقرية الروضة، حررت محاضر للمخالفين وأرسلتها لهندسة رى غرب لتنفيذها كونها المنوطة بهذا الأمر، إلا أن المسئولين تخاذلوا عن التطهير وإزالة التعديات. وتابع: «نهايات الترع تحتاج إلى تطهير وإزالة التعديات والإشغالات من جانبيها، فيه ناس ردمت مساحات منها ونحرت حوافها حتى ضاقت مساحتها، ونضطر إلى رى المحاصيل بمياه المصارف لعدم وصول المياه إلى الترعة التى تحولت إلى مقلب قمامة كبير، سواء للمخلفات أو الصرف الزراعى أو الصحى أو حتى روث الماشية.. الناس بترمى فيها الزبالة، ومحدش بيسأل فينا، وأولادنا أصيبوا بأمراض مزمنة كالحساسية والربو والأمراض الصدرية».
من جانبه، قال المهندس مدحت محمد إبراهيم، مسئول رى غرب سيدى سالم، إن الجهات المعنية أزالت الكثير من التعديات إلا أن الأهالى يعاودون تعديهم، سواء بإلقاء المخلفات أو التعدى بالردم وبناء العشش وزراعة الأشجار، وتم تحرير محاضر بالمخالفات، وسيتم التنسيق مع الشرطة لإزالتها، فضلاً عن تحرير أكثر من 70 محضراً وقرار إزالة للمخالفات، ولفت إلى أن الجهة المسئولة عن تحرير المحاضر أكدت أن المخالفات تقتصر على إنشاء معديات مخالفة لاستخدامها فى العبور من جهة إلى أخرى، منوهاً بتطهير الترعة نحو 4 مرات خلال العام الحالى، والمياه موجودة طبقاً للنوبتجيات، وتصل إلى المجرى بمعدل 4 أيام أسبوعياً، وتنقطع لمدة 8 أيام، وهذا نظام معمول به فى جميع الترع بمصر.