لعنة الملك رمسيس تُصيب "إسكافي" في عقار مهجور بالدرب الأحمر
الملك رمسيس
سئم "سمير" من حياة الكفاف وضيق ذات اليد، ليخرج يوميًا إلى الشارع قاصدًا محل إصلاح الأحذية الذي يعمل فيه ويقض فيه يومه، ويعود إلى منزله مجددا استعداد ليوم آخر شبيه لسابقه.
كان "سمير" يحلم بأن ينظر للناس من نقطة عالية بدلًا من عمله فى أحذيتهم وإصلاحها، وفجأة تحقق جزء من حلمه وعثر على تمثال صغير الحجم لـ"الملك رمسيس" إلا أن الحلم انتهى سريعًا وحلّت عليه لعنةُ الملك، وأُلقي القبض عليه من داخل حفرة في منزل مهجور بالدرب الأحمر.
كعادة المنقبين عن الآثار، أحضر "سمير" أشخاصًا ربما كانوا على علم بقواعد التنقيب عن الآثار، وشرع فى البحث عن مكان ربما يعثر فيه على ضالته، حتى أرشده أحدهم عن مكان فى الطابق الأرضي بأحد المنازل المهجورة بالدرب الأحمر، فأعد عدته وبدأ الحفر.
استمر الحفر أياما وشهورا، حتى كانت المفاجأة، فقد عثر "سمير" على تمثال لـ"الملك رمسيس" ارتفاعه 25 سنتيمترًا وعرضه 5 سنتيمترات، انفرجت أسارير الأربعيني البائس، وراح يحتفل بما وجد، وفكّر فى الاستمرار بالحفر علّه يجد المزيد، وبعد تفكير اهتدى إلى أحد أصدقائه ليخبأ بمنزله التمثال.
"دى شنطة فيها شوية جزم خليها عندك وهبقي أخدها"، هكذا قال "سمير" لصديقه "محمد. ف" 78 سنة، عند تسليمه شنطة "الملك رمسيس"، وعاد إلى منزله للحصول على قسط من الراحة وحتى يستيقظ لاستكمال أعمال الحفر في الصباح.
لاحظ أحد الجيران تردد "سمير" على المنزل، فقرر الاتصال بمالك المنزل المقيم بمدينة نصر وإبلاغه بما يجري في منزله، وتوجه الأخير إلى المنطقة لاستطلاع الأمر ثم قرر إبلاغ الشرطة.
وتلقى قسم شرطة الدرب الأحمر بلاغا من "أيمن. م" 55 سنة، يفيد فيه تضرره من المتهم "سمير" بسبب قيامه بالتنقيب عن الآثار فى منزله، لتبدأ الشرطة في جمع التحريات وكذلك تبدأ نهاية "سمير".
التحريات قالت إن "سمير" ينقب عن الآثار باستمرار في المنزل، وأنه عثر على تمثال أثري، وخبأه فى منزل صديق له، وحصلت الشرطة على إذن من النيابة العامة لتفتيش المنزل المهجور، وداهمته وألقت القبض على "سمير" أثناء قيامه بأعمال الحفر، وعثرت بداخله على حفرة عمقها 10 أمتار وقطرها 1,5 متر فضلا عن أدوات التنقيب.
وبمواجهة "سمير" اعترف بقيامه بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار وأقر بعثوره على تمثال فرعونى، وتم ضبطه بإرشاده فى منزل صديقه "محمد.ف.ق" تبين أنه عبارة عن تمثال للملك رمسيس بطول 25 سنتيمترًا وعرضه 5 سنتيمترات، وعرضته الشرطة على مفتش الأثار، وحرر محضر بالواقعة وأُحيل مُجددا إلى النيابة العامة التى باشرت التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.