الابن فى السجن والأم فى دار مسنين: «الإفراج عن باسم» ينقذ «أمه» التى لا تعرف أن «ضناها خلف القضبان»
أخفى الأصدقاء والمعارف عنها أن ابنها الوحيد يقبع خلف القضبان، بسبب تهم أقسم للجميع أنها لم تحدث، خافوا عليها، فحالتها الصحية لم تعد تسمح بأى مخاوف أو احتمالات تتعلق بفقدانها عائلها وقرة عينها «باسم»، مرت أسابيع وهى تتصور أن إبنها فى مدينة شرم الشيخ يعمل بأحد الفنادق، ويدخر الأموال حتى يعود لها محملا بالهدايا وما يقيهم شر السؤال والحاجة.
لم تنجب السيدة «أم باسم» سواه، وأخت له تزوجت وعاشت فى إحدى قرى السويس البعيدة، لذا كان الفتى الذى لم يتخط الـ 21 سنة سند العجوز الوحيد، رغم أنه ترك التعليم مبكرا، ليساعد والدته ويصبح هو عائلها، فإن اهتمامه بالشأن السياسى، ورغبته فى مستقبل أفضل للبلاد، دفعاه للمشاركة فى كافة فعاليات الثورة، منذ بدأت وحتى أحداث العباسية التى كانت سببا غير مباشر فى دخوله السجن.
أثناء انشغاله فى عمله بشرم الشيخ وقعت عيناه على التليفزيون فشاهد أقرانه يُلقى القبض عليهم أثناء أحداث العباسية، لم يحتمل «باسم الوردانى» المشهد فقرر التضامن مع المقبوض عليهم، مثل كثيرين سبقوه، المصير نفسه لاقاه الشاب الثائر، فبينما كان يحضر جلسة الحكم على شركاء النضال، من داخل المحكمة العسكرية فى السويس، تم إلقاء القبض عليه مع سبعة آخرين، أفرجت عنهم الشرطة جميعا فيما بقى «الوردانى» محاصرا بثلاث تهم لا يعرف لها مبررا الأولى: التعدى على أفراد القوات المسلحة، وهتافه «يسقط يسقط حكم العسكر» ألحق به التهمة الثانية وهى إهانة وسب موظفين عموميين، أما الأخيرة فهى الشروع فى سرقة درع وخوذة من أحد العساكر المصطفين أمام النيابة العسكرية.
«الاتهامات غير حقيقية، وسجله الجنائى نظيف» يعلق بها أحمد حشمت المحامى المسئول عن القضية، ردا على ما نسبته المحكمة العسكرية لموكله بأنه «سوابق»، الشاب المحبوس يقول عنه محاميه إنه من مصابى الثورة، بدليل خضوعه لعلاج دورى، ويكمل أنه خلال وجوده بالسجن «خضع لعملية تركيب عين زجاجية، بعدما فقد قدرته على الإبصار بها كلية، الآن يتعرض باسم لآلام متكررة فى الجرح الموجود بعينه»، حظ «باسم» العثر أن قضيته تم تأجيلها ثلاث مرات لعدم حضور شهود الإثبات، فى حين حضر شهود النفى جميعا من المفرج عنهم مؤكدين أنه برىء، فيما يظل هو أسير الحبس.
«كلما زرناه أوصانا على والدته، والابتسامة لا تفارق وجهه أبدا» قالتها سناء يوسف، الناشطة السياسية، تصف حالته المعنوية بالجيدة رغم إصابته، لكن قلقه الأكبر على والدته، فهو لا يزعجه السجن بقدر ما يؤلمه فراق «ست الحبايب».
الحالة الصحية الصعبة لوالدة باسم، وعدم وجود من يرعاها فى غياب ابنها اضطرا الأصدقاء إلى إبقائها فى إحدى دور المسنين لحين خروج الابن من السجن؛ لم تزل بعد السيدة فى انتظار دخول باسم عليها ليأخذها إلى البيت، ولعل العيدية الأكبر من الرئيس أن يدخل الفتى على والدته فى العيد بعد أن يعفو عنه هو والمئات ممن هم فى مثل ظروفه خلف القضبان.
أخبار متعلقة:
المصريون فى انتظار «عيدية مرسى»: أمن وكهرباء.. وعودة المعتقلين
«مدكور» الحلاق يناشد: «عاوزين كهربا عشان ننضف الناس قبل العيد»
الخائفات من التحرش يستغثن: «وامرساه»
«عيدية مرسى».. الحلم الذى حطمه الخبراء على صخرة «الوضع الاقتصادى»
«عم سعيد» سواق القطار: عيديتنا إنه يخلى «سكتنا» سالكة