من الزلزال لأنشودة الدم.. مصطفى محمود الفيلسوف المسرحي
مشهد من مسرحية أنشودة الدم
تميزت كتاباته المسرحية بالعمق والفلسفية، حاول أن ينقل الواقع من خلال أعماله على خشبة المسرح، إنه الدكتور مصطفي محمود، الذي دخل المسرح من خلال مجال الأدب، ووجد فيه طريقا للتعبير عن أفكاره الفلسفية.
قال عمرو دوارة، المؤرخ المسرحي، "نجح مصطفي محمود في أعماله التي قدمها علي خشبة المسرح، وكان من حسن الحظ أنه عاصر جيل مخرجي السيتينات الذين حققوا النهضة المسرحية، فأخرج له عدد من المخرجين المتميزين في مقدمتهم المخرج جلال الشرقاوي، وحسن عبد السلام، وكرم مطاوع، واستطاعوا أن يحولوا هذه الأفكار الفلسفية الي صورة مرئية حققت المتعة البصرية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الممثلين الذين أجادو التمثيل".
وأضاف، لـ"الوطن"، "تعتبر مسرحية الزلزال من أهم المسرحيات التي قدمها وحققت نجاحا كبيرا نظرا لأن ديكورها كان يعتبر نوعا من التحديث في المسرح المصري خاصة في لحظة الزلازل، فكان الديكور يتم تكسيره كل ليلة على خشبه المسرح أمام الجمهور في توقيت الزلزلال بمشاركة مجموعة متميزة منهم (زوزو حمد الحكيم، نوال أبو الفتوح، ومحمد توفيق)، وكانت لها لحظات إنشانيه عالية وشخصيات لها أبعاد درامية وبالتالي هذا العرض كان الأقرب للجمهور".
ومسرحية الزلزال إخراج جلال الشرقاوي، بطولة زوزو حمدي الحكيم وصلاح منصور ونوال أبو الفتوح ومحمد توفيق، وأنتجت عام 1964.
وتابع، "وقدم بعض الأفكار الثورية عن النضال من خلال مسرحية الزعيم".
ومسرحية الزعيم، عرضت على مسرح الحكيم 1972، إخراج الشرقاوي، بطولة زوزو حمدي الحكيم وصلاح منصور ونوال أبو الفتوح ومحمد توفيق.
وأوضح، "قدم مسرحية (أنشودة الدم) عام 1991، وكان العرض صعبا، لأنه يعتمد على حوار فلسفي، ويواجه تجار الحروب ضد استخدام أسلحة الدمار، وتدور أحداثه في مدينة العالمين بين حارس القبور عبد الرحمن أبو زهرة والمستعمر يحيى الفخراني، الذي يدخل علبة الجيتار وهنا كانت المفارقة أمامه يظهر بثوب أنيق ولكنه يحمل وجه الدمار".
وعن حرفية كتاباته قال، "المسرحية اعتمدت على حوار فلسفى ويحتاج إلى قدرة سمعية وبصرية لتوصيل الأمر للمشاهد، ولكن استطاع المخرج كرم مطاوع تقديمه في إطار شيق بشكل تجريبي، من خلال توظيف شواهد القبور، التي كانت غير ثابتة ومتحركة بألوانها المختلفة، فالأبطال الحقيقيون هم الذين يختفون خلف شواهد القبور، ويتحركون ضمن تشكيلات مع كل جملة حوارية على المسرح".
وأضاف، "هذه المجموعة المكونة من 17 شاهد كان من الصعب انتقالهم لتونس للمشاركة بمهرجان قرطاج المسرحي، فكان عليا دور كمخرج منفذ بأن أسافر وأستعين بشباب من المعهد العالى للفنون المسرحية لتدريبهم سريعا في خلال 4 أيام قبل وصول النجوم، والعرض نجح وتم تكريم كرم مطاوع في هذا المهرجان، وبالتنسيق مع وزازة الثقافة التونسية تم تقديمه في أكثر من مدينة".