أصدقاء محمد السباعي يروون لـ"الوطن" حكايات المتفائل "نصير الشباب"
بعيدا عن "المايك".. محمد السباعي أستاذ وصديق وداعم للشباب
محمد السباعي
رحل نصير الشباب، الذي لم يتوان لحظة في دعمهم، الصديق الذي لا يترك أحد في محنة إلا وقدم العون، رحل محمد السباعي الإعلامي الرياضي ومعلق مباريات كرة القدم المصري، إثر حادث سير عن عمر ناهز 46 عاما، فنعاه الأصدقاء والأحباء، ولكن ذكرياته وعمله الطيب لم يرحل.
"كان ديما بيذكر الناس بالخير دلوقتي الناس هتذكره بالخير" جملة لخص بها الدكتور أحمد الشامي الخبير الاقتصادي شعوره تجاه صديقه الراحل، أمس، المعلق الرياضي محمد السباعي، الذي التقاه للمرة الأخيرة قبل نحو 10 أيام بعد مباراة الأهلي وكان يسأل صديقه عن أدائه خلال المباراة.
26 عاما عمر صداقة جمعتهما، بالتحديد مباريات كأس العالم لعام 1992، ويقول الشامي لـ"الوطن": كان التعارف الأول في "قعدة أصدقاء، ومن وقتها دام الود بيننا"، ويتابع محمد: "كان من الناس اللي فاتحة حضنها للحياة ودايما متفائل مبتسم وجدع وحاجات كتير".
يتذكر الشامي آخر ذكرى جمعته بصديقه الراحل: "آخر مرة شوفته كان من 10 أيام تقريبا بعد مباراة الأهلي خصوصا، وكان مضايق من أداء الأهلي، وسألني عن رأي في تعليقه على المباراة" متابعا: "السباعي كان حريصا على أن يرى نفسه في أعين الآخرين فكان يسألنا عن رأينا في أدائه وكان يتقبل النقد بصدر رحب، حتى إن أحد الأصدقاء كان يقلد أداءه وكان السباعي يضحك معنا، مكنش بيزعل من حد وكان متفائل رغم أنه عانى كتير".
"بشوش.. متفائل.. متواضع" صفات يكررها محمد أشرف الصحفي بالأهرام الرياضي خلال حديثه عن الراحل محمد السباعي، ويقول: هو أول من قدمني في الفضائيات منذ 3 سنوات "كان متابعني على (فيس بوك) وبيحب شغلي، وقالي أدخل معاه في مدخلة وأتكرر الموضوع لحد ما طلعت معاه ضيف ومن بعدها ظهرت في برامج كتير بفضل اهتمامه بموهبتي من الأول".
وبنبرة من فقد أحد أساتذته، يقول أشرف لـ"الوطن": "عمري ما شوفته زعلان أو مضايق أو متعصب"، ويتابع فالرجل الذي دعم خطواتي الأولى في الإعلام كان متواضعا إلى حد كبير، يتابع أعمال الشباب، يذاكر حلقات برنامجه لا يخجل من السؤال عن صحة المعلومات، "كان ديما بيشجع الشباب كان بيقولي لو تعرف حد عنده موهبة وبيعرف يتكلم ابعتهولي عشان يظهر معايا في البرنامج".
"كان شخصية كريمة جدا" صفته الشخصية التي كانت تطغي على لقاءاتهما خصوصا في طنطا حين كان يستضيفه في قناة الدلتا التي عمل بها، فكان السباعي يستقبل الشاب القادم من محافظة الوادي الجديد بالرحابة ويتابع: "كان لازم يعزمني لما بنزل القاهرة أو لما بروح له طنطا" وكانت لقاءاتنا لا تخلو من الضحك والتفائل.
المعلق الذي استضاف العديد والعديد من الأسماء الشابة لم ينسى الشباب أفضاله فتقول الصحفية الرياضية نرمين ماهر في حديثها لـ"الوطن": "كان أكبر داعم للشباب وياما استضاف أسامي شابة في برنامجه لأنه كان مؤمن بينا في وقت تجاهل الكثير لينا"، وتتابع "بعيدا عن تميزه في التعليق الرياضي فهو إنسان جميل ونيته صافية وبيحب الخير للكل من غير مصلحة وكل ده هيكون في ميزان حسناته إن شاء الله".
"كلمة منه غيرت مجرى حياتي في الوقت اللي كنت بسمع كلام يحبطني هو قال لي استمري أنا مؤمن بيكي وبموهبتك وهتقدري لأنك بنت بميت راجل"، الجملة التي غيرت مجرى حياة الصحفية الرياضية نرمين ماهر، قالها لها الراحل محمد السباعي قبل سنوات وظلت تتذكرها حتى الآن، تقول "ساعدني في بداية مشواري الصحفي بكلماته الطيبة وتشجيعه لي دون أي مصلحة، كان يحفزني ويطلب مني مسمعش لأي حد يوقعني أو يرجعني خطوة للخلف"، هكذا كان أسلوب يدعم الشباب ويحفزهم دائما.
"معلق ممتاز مثقف ملم وغير ممل بل كان يجبرك على سماعه بإتقانه الرائع في تعليقه من بداية المباراة لتفاصيلها وأحداثها"، يقول المعلق خالد حسن الذي لم يتاح له التعرف إلى الراحل عن قرب لكن صوته كان حلقة الوصل بينهما، فمن النادر أن تجد معلقا يتمتع بقبول بصوته وأسلوبه، إلى حد أنني كنت "أتوق لسماع تعليقه، بصوته الذي كان يطرب الأذن فلا صياح ولا تقليد متعمد للآخرين بل سلاسة وجمال في اختيار الألفاظ" أم الأهم فهو كان معلق يقرأ حيثيات المباراة بشكل ممتاز دون مجاملات أو محاباة".
ويتابع حسن في حديثه لـ"الوطن": "استطيع وصفه بأنه من جيل يعيد لنا معلقي الزمن الجميل كالشربيني ولطيف وغيرهم" فعندما انضميت لقناة "أون سبورت" كنت أتابع تعليقه فهو يهتم بعمله ويقرأ المباراة بشكل جيد ويأتيني بالمعلومة في الوقت والزمان والمكان وكان لا يتحدث كثيرا وتركيزه بالمباراة دون نقد أحد جعلني "احرص على متابعته"، متابعا: "رحيله يعد خسارة كبيرة للتعليق والإعلام في مصر".