م الآخر| "يوميات ست بيت قهرا".. بابا.. هو أنا جيت إزاي (2)
وبعد أن تم تضييق الخناق على والدي العزيز، من قبلي، لكي يقر ويعترف كيف جئت أنا لهذه الدنيا (وياريتني ما جيت)، بدأ في الكلام والاسترسال في سرعة غريبة لم أتوقعها الحقيقة، وكتشفت إن هذا الرجل يحمل في "جوبعته" الكثير والكثير ...... والكثير!!.
بعد ما تمت الموافقة والنجاح في كشف الهيئة على مامتك من عمتك وجدك، تم ارسال جواب طويل عريض من قبل أبي يشرح فيه مواصفات العروس الجميلة بنت الحسب والنسب، وأنه تمت قراءة الفاتحة وتم تلبيسها الدبل ومرفق مع الجواب الدبلة الخاصة بي!!. قلت: إيه التدبيس ده يا بابا؟! يعني هما قروا الفاتحة وخطبوها وإنت مش معاهم!، قال وعينيه تلمع: أي والله! أمال لو كملتلك الحكاية بقى!! ثم قال: يا قلبي يا كتاكت يا ما انت شايل وساكت، إحم.. لا يا بابا كده انا حاسة بتلميح مش حلو على مامتي!، آه، أنا بأقول نكمّل أحسن، أيوه نكمل يا لمضة نكمل، ها وإنت بقى رديت قلت إيه واللا عملت إيه؟، أبدا يا ستي ارتضيت بالأمر الواقع وتقبلت الحكاية، وبدأت في ارسال الخطابات لمامتك وبدأت في التعرف عليها، ده أنا حتى فاكر إني بعتلها شريط بأغنيلها فيه أغنيه ليها بصوتي، قلت: يا سيدي ع الرومانسية يا سيدي، بس يا بت بلاش قلة حيا، المهم شوية ولقيتهم بعتولي جواب ثاني أطول من اللي قبله، بيبلغوني إن كتب الكتاب الشهر الجاي وخد إجازة وإنزل عشان تتجوز بقى ونخلص منك.. قصدي نفرح بيك!!، يا عيني يا بابتي ده شكل جدو كان بيعزك قوي!، غرغرت عينيه بالدموع، وقال: أكثر ما تتصوري!!.
طب وإنت عملت إيه طيب؟؟، المشكله بالنسبة لي إني لحد اللحظة ده أنا مكنتش حتى شفت صورتها؟؟، صرخت في دهشة: نعم!!، يعني إنت يا بابا عايز تفهمني أنهم خطبوها وهيجوزوهالك ومش بعتوا ولا صورة؟، رد في حسرة: ولا حتى لمحت ضلها وحياتك!!.
فقررت إني هاعترض على ما يحدث، وهأنزل أشوفها بنفسي، لكن لحظي المهبب قصدي الحلو يعني (سامحني ياااارب)، أنهم موافقوش على الإجازة بتاعتي ورفضوها تماماً!!، لا بقى بجد كده قلب فيلم هندي يا بابتي؟؟ إنت بتتكلم جد صح؟.
نزلت من عينيه دمعة وقال: هي ده الحقيقة وحياتك!!، ها طيب كمل بقى يا بابا وبلاش التشويق ده؟!، أبدا يا ستي قرروا طبعا أنه مش هينفع يرجعوا في كلمتهم مع الناس، بعد ما حددوا ميعاد للجواز فبعتولي جواب ثالث، مفيهوش غير سطرين.. فرحك يوم الخميس اللي جاي.. إبعت توكيل لأخوك الكبير.. حضّر نفسك يا عريس!!، ومرفق صورة للعروس مع الجواب وألف مبروووك!!.
وبعتّ التوكيل زي الباشا، وكتبوا الكتاب وعملوا الفرح من غير العريس، وجاتلي مامتك عروسة ع المطار، ولأول مرة كنت أشوفها وتشوفني وتسمع صوتي وأسمع صوتها، وعملنا فرح ثاني هناك وتوتة توتة فرغت الحدوته!!.
فتحت فمي في ذهول وقلت في دهشة: ها.. بابا.. بابا.. لأ معلش بقى، ثانية واحدة خليني كده أستوعب كل اللي قلته ثاني، يعني إنت جدو قرأ فاتحتك وخطبلك وإتجوزلك وشحنلك العروسة، وهي لابسة (عروسة)، وكل ده وإنت أساسًا مشوفتهاش ولا هي شافتك؟!!. رد في حسرة: أيون هو ده اللي حصل!!!، وجيتي إنتي بقى يا لمضة!!.