رحلة طويلة خاضها "أحمد" من أجل إنقاذ سيدة مُسنة انتهت بالموت
سيدة مسنة
أثناء سيره بمنطقة الطالبية في فيصل مع أصدقائه لفت انتباهه واستوقفه مشهد مؤثر لسيدة عجوز مُسنة تتجاوز 65 عاما تُدعى أحلام محمود محمد، يغلب عليها المرض والفوضى تلقي الأموال التي يمنحها إياها المارة حولها دون اهتمام، وبجانبها كرتونة صغيرة بها بعض الطعام غير الآدمي.
إنسانية أحمد عبدالخالق، صاحب 34 عاما، هي التي جعلته يصر على أخذها معه لبيته لتختبئ به من برودة الجو والرياح التي تأكل عظامها وتزيد حزنها، ولكنها رفضت بشدة بعد محاولات كثيرة منه باتت بالرفض دون تراجع، ولكن لم يستطع أحمد أن يدير ظهره لها ويتركها.
عاد الشاب الثلاثيني لبيته بشارع 20 بفيصل ليحضر لها الطعام والشراب والغطاء ليتوجه لها بعد ذلك ومعه زوجته لعلها تستطيع أن تقنعها ولكنها رفضت أيضاً، وقام بتنظيف المكان وتهيئته لها وجمع الأموال من الأرض ليعطيها لها فقالت بسخرية "خليها معاك هو أنا هاعمل بيهم إيه".
لكن الألم كان أقوى لديها من الرغبة في وجود مأوى لها، فمرضها هو السبب الوحيد الذي جعلها تخضع لرغبة أحمد فحملها بين ذراعيه "ما كانتش عارفة تنام ولا تقف هي عايزة تتعالج" وذهب بها لأحد المستشفيات الخاصة بالطالبية ولكن لم يقبلها المستشفى، ما جعله يتوجه بها لمستشفى بمنطقة بولاق الدكرور، وخضوعها لجلسة تنفس بسبب إصابتها بالقلب ومشكلات بالرئة.
ولكن لم يستقبلها المستشفى أكثر من ذلك فاضطر "أحمد" للخروج بها والعودها لمكانها بشارع ميدان الساعة حسب رغبتها، وبعدما توجه للبيت لإحضار بعض المستلزمات لها عاد ليجدها قد توفيت وأخذتها الشرطة بعدما صارعت مرضها وخوفها وعجزها، "هي كانت محتاجة تتعالج مش مكان تقعد فيه" كلمات عبَّر بها أحمد عبدالخالق عن استيائه لما وصلت إليه السيدة المتشردة التي حاربت الحياة والمرض بمفردها.
"مش عارف أعمل إيه بالفلوس اللي معايا بتاعتها هما 500 جنيه ممكن أتبرع بيهم" كلمات لفظ بها أحمد في حيرة شديدة حول كيفية تصرفه بالمبلغ الخاص بها الذي معه.