دراسة: معدل الإصابة بمرض الصلب المشقوق 2.2 لكل 1000 مولود فى مصر
مرض الصلب المشقوق
كشفت دراسة أجرتها الدكتورة أميرة صدقى محمد عبدالله، باحثة فى مجال الصحة العامة، أنه لا توجد إحصائيات حديثة عن مدى انتشار مرض الصلب المشقوق والاستسقاء الدماغى فى مصر، باعتباره أحد العيوب الخلقية الخطيرة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن معدلات الإصابة تصل إلى 2.2 لكل 1000 مولود، وهى تعتبر نسبة مرتفعة إذا ما قورنت بالإحصائيات العالمية لهذه الإعاقة.
وأجريت الدراسة، وهى عبارة عن رسالة دكتوراه، عن بعض العوامل البيئية الخطرة التى قد تؤدى إلى تشوهات الأنبوب العصبى، مثل: الصلب المشقوق والاستسقاء الدماغى، فى محافظة الإسكندرية، على الحالات والعينات الضابطة فى ثلاثة مستشفيات، هى: مستشفى الشاطبى الجامعى، ومستشفى الطلبة سبورتنج، والمستشفى الرئيسى الجامعى. واشتملت العينة على 152 حالة و125 من المجموعة الضابطة، وهدفت الدراسة للتعرف على العلاقة التى تربط بين تشوهات الأنبوب العصبى والتعرض لبعض العوامل البيئية الخطرة، مثل تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة بدخان التبغ، والبنزين أو المبيدات الحشرية، وشرب المياه التى تحتوى على نواتج كلورة الماء (الترايهالوميثان)، والرصاص أو النترات.
وكشفت نتائج الدراسة أنه يزداد معدل الإصابات بهذه التشوهات عند تعرض الأم الحامل لدخان التبغ أو ما يعرف بالتدخين السلبى، حيث تبلغ نسبة الأرجحية 3.22، وأن استخدام المبيدات الحشرية داخل المنزل ارتبط بازدياد معدلات الإصابة بنسبة أرجحية بلغت 2.12، وكلما ازداد عدد مصادر التعرض للبنزين ازدادت معدلات الإصابة لتبلغ نسبة الأرجحية 4.57 فى حال كان التعرض لخمسة مصادر أو أكثر، وأظهرت النتائج أن محتويات مياه الشرب من الترايهالوميثان، والرصاص، والنترات تتوافق مع المعايير المصرية المنظمة لمياه الشرب، وعلى الرغم من مطابقة مياه الشرب التى تم جمعها وتحليلها للمعايير، إلا أنه لوحظ زيادة فى معدلات التشوهات عندما يكون محتوى مياه الشرب من الترايهالوميثان (نواتج كلورة مياه الشرب) أكثر من 25ميكروجرام /لتر لتصل نسبة الأرجحية إلى 2.963، وأيضاً فى حالات احتوائها على معدل نترات أعلى من 10ملجرام لكل لتر، لتصل نسبة الأرجحية إلى 4.622.
مرتبط بالتعرض لتلوث الهواء بدخان السجائر والبنزين والمبيدات الحشرية.. والمياه المحتوية على نواتج «كلور» ورصاص ونترات.. وتوصية بإنشاء شبكة تتبع الصحة العامة لحماية الطفل والأم
وأظهرت النتائج كذلك أن هذا النوع من المرض له تأثير سلبى على القدرة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة بأكملها، وكانت أكثر العوامل الاقتصادية تكلفة مرتبطة بإيجاد خدمة صحية مناسبة.
وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء شبكة تتبع للصحة العامة البيئية لحماية صحة الأم والطفل وصحة المجتمع ككل، وتحسين الوعى المتعلق بصحة ما قبل الحمل والولادة، والأسباب المختلفة للعيوب الخلقية، كما أوصت بضرورة تحسين نوعية الرعاية الصحية المقدمة للمصابين بالعيوب الخلقية، من خلال إنشاء قسم استشارى للعيوب الخلقية داخل كل مستشفى ولادة وتجهيز عيادات المخ والأعصاب بشكل مناسب، سواء من حيث عدد الأطباء المختصين، أو من حيث عدد الغرف المتاحة من أجل تقليل وقت الانتظار.
وانتهت الدراسة كذلك إلى ضرورة إعادة تقييم والنظر فى المعدلات المنصوص عليها لكل من مادة الترايهالوميثان ومادة النترات فى مياه الشرب، حيث إن العديد من الدراسات تشير إلى أن هناك مخاطر صحية مرتبطة بهاتين المادتين عند تراكيز أقل بكثير من تلك المعتبرة آمنة.