«أستاذة نسيج»: عرض البضاعة كان على «عربية بحمار» فى شوارع بورسعيد
الدكتورة هبة عاصم الدسوقى، أستاذ الملابس والنسيج بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس
قالت الدكتورة هبة عاصم الدسوقى، أستاذ الملابس والنسيج بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، إن تجارة الأشياء المستعملة أو المستغنى عنها فى مصر بدأت على أيدى أبناء الجالية الإيطالية، ويعود أصل كلمة «سوق الكانتو» إلى المصطلح الإيطالى Canto وهو سوق تُباع فيه الملابس المستعملة أو القديمة، وكان يقام فى حى العتبة ويمتد إلى حى الموسكى، ويُعرف بـ«السكة الجديدة»، واستخدم المصريون تعبيرات مثل «ساكسونيا، كامبيو، روبابيكيا، بوتيليا»، التى أصبحت كلمات دارجة فى اللغة اليومية.
وبالحديث عن بداية سوق «وكالة البلح»، قالت «هبة» إنه من أقدم أسواق القاهرة، وأنشئ فى 1880، وكان سوقاً مُخصصاً لتجارة البلح، وكانوا يأتون إليه من خلال المراكب عبر نهر النيل من الصعيد بجنوب مصر، ويبدأ من روض الفرج إلى الوكالة حالياً على النيل، إلا أن تجارة البلح بدأت فى التراجع تدريجياً، واقتصر بيعه فى السنوات الأخيرة على تجار الجملة فى منطقة «الساحل حالياً» التى تبعد قليلاً عن وكالة البلح.
وأشارت «أستاذ الملابس والنسيج» إلى أنه فى خمسينات القرن الماضى تقريباً قامت عائلة من صعيد مصر بشراء الوكالة، ثم اتسعت الوكالة وتعددت محلاتها وتعدد أصحابها، وانتهت تجارة البلح وحلت محلها تجارة قطع غيار السيارات المستعملة، ثم تجارة جميع أنواع الأقمشة، ومع مرور الزمن أصبحت وكالة البلح سوقاً متنوع البضائع. وعن التحول الذى حدث بالوكالة بالفترة الحالية أوضحت «هبة» أن الوضع اختلف تماماً، حيث المحلات التجارية ذات الواجهات الزجاجية، وأصبحت الملابس تُعرض على «شماعات» بعد إعادة غسلها وكيها أو تنظيفها فى مغاسل ثم رصها بصورة تلفت نظر المشترين للإقبال عليها، وأنه لا يمكن تفرقتها عن الجديدة، وتُقسم إلى فرز أول وثانٍ وفقاً لطبقة الزبائن، متابعة أن البالة تضم كل الأنواع والمقاسات المختلفة لجميع الفئات العمرية من الماركات العالمية والتى لها محلات فى المولات التجارية، حيث تتوافر الملابس النسائية والأطفال والرجالى، وهناك محلات تتخصص فى بيع أحذية البالة، واستخداماتها متنوعة ما بين رياضى وكلاسيك.
«هبة»: سوق الوكالة أنشئ 1880 لتجارة البلح والبداية معسكرات الإنجليز فى الإسكندرية
وتتحدث «أستاذ الملابس والنسيج» عن محافظة بورسعيد وبداية تجارة البالة بها، موضحة أن ملابس البالة المستوردة والمستعملة كانت تُعرض على عربات تجرها الحمير وتمر فى كل شوارع بورسعيد، خاصة فى شارعى التجارى والحميدى بالمدينة، ومحافظة الإسكندرية كان بها سوق للبالة أيضاً، وأول من أدخل تلك التجارة إليها هم الإيطاليون واليونانيون والشوام واليهود، وتوارثها مجموعة من التجار السكندريين الذين كانوا يعملون بالمهنة أو كصبية مع الأجانب خلال فترات الحكم الملكى لمصر، خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت البداية من خلال جمع الملابس المستعملة من معسكرات الإنجليز بالمدينة.
هناك بالات غير مستعملة ولكنها نادرة وتُسمى «استوكات» لملابس جديدة لم يسبق استخدامها ولكن انتهت موضتها فى بلادها، وهذه النوعية من الملابس تتميز بارتفاع أسعارها، بحسب «هبة»، مؤكدة أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى تقرير صادر عنه، كشف أن حجم الواردات من البالة بلغ نحو 5 ملايين و996 ألف دولار خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2017.