الطفل «بائع المناديل» على قضبان السكة الحديد: زوجة أبويا وراء هروبى من البيت والنوم مع «كلاب السكك»
«محمد» يبيع المناديل على شريط السكة الحديد
على بعد أمتار من قضبان السكة الحديد وداخل سوق «القلج» يجلس الطفل محمد صلاح، الذى لم يبلغ الثالثة عشرة من عمره بعد، يبيع المناديل وبعض مستلزمات البنات وأشياء أخرى، بعد أن هرب من منزل أبيه قبل عامين بسبب سوء معاملة زوجته له، وانقطع عن الدراسة واتخذ من الشارع بيتاً له.
يقول «محمد»: «بعد وفاة والدتى تزوج والدى زوجة كانت دائماً تسىء معاملتى وتتهمنى بالسرقة وتضربنى، وتسبنى بأبشع الألفاظ، التى لا يتحملها أى شخص كبير، فما بالك بطفل لم يكمل الحادية عشرة من عمره، وأبويا للأسف كان دايماً بيصدق كلامها عنى ويضربنى كتير بسببها، فهربت من المنزل وتركت المدرسة، وفضلت النوم فى الشوارع مع كلاب السكك عن البقاء معها»، ويضيف «محمد» والدموع تتساقطت من عينيه: «أنا كان نفسى أكون مهندس زى ما أمى الله يرحمها كانت عايزة ولكن ما باليد حيلة، ودلوقتى أملى الوحيد إن زوجة أبويا تموت علشان أرجع البيت بقى وأعيش وسط أخواتى».
«محمد»: «أكسب 30 جنيه فى اليوم ويادوب بتكفينى مصاريف»
و«محمد» الذى لم يعد يخشى الموت على قضبان القطارات، يقول: «مبقتش أخاف من الموت يعنى أنا نمت فى الشارع وعلى الأرصفة مع اللى أعرفه، واللى معرفوش، هخاف من القطر يعنى، أكيد لا وكله بتاع ربنا والأعمار بيد الله»، ويكسب «محمد» من عمله فى بيع المناديل وغيرها فى سوق القلج الخطير، ما بين 20 و30 جنيهاً فى اليوم الواحد ويقول: «المبلغ ده يادوب بيكفينى أكل وشرب ولبس، والنوم بيبقى على الأرصفة يومياً»، ويضيف: «عموماً أنا لو كسبت 100 جنيه فى اليوم ملهاش أى طعم علشان بعيد عن أبويا وأخواتى، لأنى تعبت من البعد عنهم»، واختتم كلامه مؤكداً كراهيته الشديدة لزوجة أبيه، قائلاً: «أنا مش هسامحها مدى الحياة».