دورات تثقيفية للجيلين الثانى والثالث من أبناء المصريين بالخارج
«وليد» بصحبة زوجته وأبنائه
انفصال الأبناء عن وطنهم الأم، وطمس هويتهم ولغتهم وثقافتهم الشرقية، مخاوف تسيطر على شريحة واسعة من العاملين بالخارج، وتدفعهم دائماً للجلوس مع أبنائهم، وتعريفهم بتاريخ مصر وأبرز معالمها وعاداتها الأصيلة، ومحاولة البحث عن سبل مختلفة لربطهم بجذورهم، المحاولات التى كُللت بإعلان وزارة الهجرة وشئون المصريين تنظيم دورات تدريبية للجيلين الثانى والثالث من أبناء المصريين بالخارج، ضمن استراتيجية لربط شباب مصر فى الخارج بوطنهم.
رحَّبت أسر عديدة بمساعى وزارة الهجرة بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبى، وأبدت رغبتها فى التفاعل معهما، فتقول إيناس عبدالحميد، التى تقيم فى إنجلترا منذ ما يزيد على تسع سنوات: «الأولاد بيرفضوا ياخدوا دروس لغة عربية، لأنها بتكون بدائية وغير جذابة، وأعتقد إن ندوات وزارة الهجرة هتتفادى السلبيات دى، وهينظمها ناس مواكبين للأفكار الحديثة، وهيطرحوا فكر مختلف، ويا ريت نشوف أنشطة أكتر للسفارة، ويكون التحرك برَّة محيط القنصليات، ومستعدة أساعد بأى دور».
مغتربون يرحبون بندوات ربط أبنائهم بالوطن
تحاول «إيناس» ربط أبنائها بوطنهم حالياً بجهودها الشخصية: «بتكلم معاهم بالعربى فى البيت، وبنتفرج دايماً على الأفلام المصرية المضحكة وكارتون زمان، لكن المشكلة إن المنتج الإعلامى فى بريطانيا أقوى وأكثر جذباً، كمان بحاول أزور أماكن كتير ومعالم مصر باستمرار، وأعرفهم بتاريخ البلد».
وتقترح «إيناس» بعض الموضوعات لمناقشتها عبر الندوات، على رأسها التاريخ الفرعونى: «يا ريت يهتموا بيه، لأن الأولاد بيدرسوا هنا بتعمّق بناء الأهرامات وتكوينها والمومياوات». نانسى عبدالمنعم تقيم بالخارج طوال سنوات حياتها، ما شكل عائقاً كبيراً لارتباطها بمصر: «كل اللى أعرفه عن مصر الرؤساء اللى حكموها، لكن أجهل إنجازاتهم وتاريخهم»، الأمر الذى كان سبباً كافياً لترحيبها بأى ندوات تثقيفية تعقدها وزارة الهجرة: «خطوة بتقوى ارتباط الأطفال ببلدهم، وتعرفهم لغتها وتاريخها وأماكنها السياحية، والشعور بالفخر بالانتماء لها».
سافر وليد فاروق إلى تركيا منذ 5 سنوات، ومعه أطفاله فى أعمار 8 و9 سنوات، لذلك هم متمكنون من عربيتهم، أما طفله الأخير «عاصم»، الذى يبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة، لا يعرف عن بلده الأم شيئا: «مفيش هنا نايل سات، وبادفع اشتراك خاص عشان نشوف قنوات عربية، وبحاول أخلّى الولاد يتكلموا مع بعض فى البيت عربى»، ويعقد العزم على تدريس اللغة والتاريخ لأبنائه: «ناوى أجيب مدرس عربى مخصوص يعلمهم نحو وأدب وشعر، ومدرس تاريخ كمان يشرح لهم تاريخ مصر».
ويرحب «وليد» بندوات وزارة الهجرة: «خطوة كويسة جداً، خاصة لو عقدت فى المراكز الثقافية، وعدم حصرها على السفارات والقنصليات، لأن كتير من المصريين مقيمين بعيد عنها، وهيقلل من مشاركتهم فيها».