عم فرغلي 96 سنة و"لسه بيجري على أكل عيشه": "عيالي طردوني ومراتي ماتت"
فرغلي محمد حسين
على ناصية يعرفها جيدا وتعرفه أيضا بمساكن عين شمس، اعتاد "عم فرغلي" الذي اقترب عمره من القرن، أن يجلس وأمامه بضاعته رخيصة الثمن، التي لا تجد زبونها إلا نادرا أو متعاطفا مع الحالة الرثة التي يظهر عليها الرجل الذي تجاوز عمره الـ96 عاما.
قبل أكثر من خمسين عامًا، كان "فرغلي" يعيش حياة هادئة، لديه زوجة وثلاثة أبناء وعملا مستقرا كحارس مدرسة خاصة في حي مصر الجديدة، وفي لحظات تبدل الحال رأسا على عقب عندما تعرض لحادث سير أصابه بإعاقة في قدمه اليمنى، ليفقد بعدها عمله ويحصل على مكافأة نهاية خدمة، يقول، "مفيش جنيه من المكافأة دخل جيبي.. الفلوس خدوها عيالي".
جنيهات قليلة يحصل عليها فرغلي محمد حسين، بالكاد تكفي احتياجاته الأساسية، والتي من بينها إيجار غرفته بإحدى مساكن حي عين شمس بـ250 جنيهًا، معتمدا في ذلك على نفسه رغم كبر سنه، يجاهد كل يوم في العمل وحيدًا: "عيالي سابوني وخدوا فلوسي ومراتي ماتت من سنتين".
لوفاة زوجة "فرغلي" قصة يرويها بتأثر، فأثناء سعي زوجته للحصول على معاش قيمته 86 جنيها توفيت، تسبب ذلك في توقف معاشه أيضًا، "لا هي خدت المعاش ولا أنا طولته.. الله يرحمها كانت خير ونس ليا في الدنيا".
في ذاكرة الرجل العديد من الذكريات التي لن تنمحي بسهولة، يحاول أن يقاوم مخاوفه من الوحدة والموت دون أن يعرف أحد بابتسامة "صدقة منه للزباين"، ما زال يذكر عندما طرده أولاده وألقوا به في الشارع عندما عمل ببيع بضاعته في الشارع، يروي، "محدش بيسأل فيا.. ماليش حد إلا ربنا".