"عمر وسلمي" مأساة طفلين شاهدا وفاة والديهما مختنقين في الدقهلية
عمر وسلمي
"لم أرى كارثة أكبر من أن يفقد طفلين أبوهم وأمهم أمام أعينهم داخل حمام شقتهم، وهم لا يعرفون كيف يتصرفوا لمدة 3 ساعات حتى وصلت لهم في طلخا" هكذا تصف نجوى علي درويش عمة الطفلين "عمر وسلمي".
وقالت: "اتصل بي عمر وقال الحقنا يا عمتى لأن بابا وماما مغمي عليهم في الحمام، ولما وصلت كسرت باب الحمام ووجدتهم ماتوا مختنقين بغاز السخان وحضرت الشرطة، وفي اليوم الثاني تمت دفنتهم.
وكان الطفلين "عمر وسلمي" الأول في الصف الثاني الإعدادي، والثانية في الصف الخامس الابتدائي، فقدوا عائلهما في وقت واحد، في 6 يناير الجاري، فالأب كان يعمل في مقهى، وأمهم ربة منزل، وانقطع أي دخل للطفلين كما أنهم كانوا يسكنون في شقة بالإيجار تم إخلائها فور الوفاة لأن إيجارها الشهري مبلغ 1500 جنيه ولا يمكنهما الاستمرار فيها.
قالت عمتهما، "ذهبت للمحكمة لإجراء إعلام الوراثة وإعلان الوصاية، وهناك ناس نصحوني بالتوجه للدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، وقابلت الدكتور مجدي، مدير مكاتب المحافظ، وعندما علم تفاصيل ما حدث للطفلين أعطاني مبلغ 400 جنيه، ودخلني للمحافظ، وطلبت منه شقة لهم لأن إيجار الشقة التي كانوا يقيمون بها تحتاج مبلغ 1500 جنيه، وقال لي أنت بتطلبي المستحيل لأن مفيش شقق في المنصورة وفي حالات أصعب منكم، أطلبي في قدر المستطاع، وكل ما أقدر عليه إعفائهم من المصاريف المدرسية ونقلهم من طلخا إلى المنصورة، واستأجري لهم شقة بإيجار بسيط، ونساعدك في الإيجار شهريا".
وأضافت لـ "الوطن" أنني حتى استأجر شقة لابد من سداد مبلغ مقدم وهذا غير متوفر معي، وخرجت من عند المحافظ إلى الشؤون الاجتماعية بسيارة مدير مكتبه، وأخدوا صور من الأوراق وبيانات الطفلين ولم أحصل على أي شيء، علموا بكل ظروفي، وأنني لدي بنت مطلقة، وأعول 4 أبناء، بالإضافة إلى الطفلين، وأنا موظفة ولا يوجد دخل لي سوى مرتبي.
وأشارت إلى أن الحالة النفسية للطفلين تحتاج إلى العلاج فقد مات أبوهم وأمهم أمامهم لمدة 3 ساعات، ولم أجد أي اتصال بي من بعد أسبوع من لقاء المحافظ، ولن أتركهم حتى لا يصبحوا أطفال شوارع، وأنا مش عارف أعمل إيه، لكن لو تسولت لن أترك أولاد أخي.
وذكرت أنها عندما ذهبت إلي جمعية خيرية قالوا أنهم سيصرفون لي 100 جنيه إعانة شهريا، ولم أجد أي مسؤول يتصل على الطفلين ويطبطب عليهم، وصرخت وهي تقول "الرحمة يارب بنا، فين المعاش، إحنا في كارثة".
وقال عمر، أن الحادثة كانت يوم جمعة، وكنت أذاكر لأستعد للامتحان في اليوم التالي، وآخر حاجة عملتها أمي أنها جلست تذاكر معي، ثم طلبت مني أن أذاكر حتى تخرج من الحمام إلا أنها لم تخرج، ورأيتها وهي في البانيو غارقة في المياه.
وأكدت مديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية، أن السيد عبدالفتاح، وكيل الوزارة، قرر صرف مساعدة عاجلة قدرها 300 جنيه، لمدة 6 شهور، لحين تسجيلهما في برنامج تكافل وكرامة، وصرف إغاثة عاجلة نتيجة للحادث وتدخلت جمعيتي "الجمعية الشرعية والبر والتقوى" بطلخا، بالتكفل برعايتهم وتوفير نفقاتهم خلال الفترة المقبلة.