​

يعتبر المخرج طارق العريان من أشهر وأنجح المخرجين الذين قدموا الأغاني المصورة "فيديو كليب" في تسعينيات القرن الماضي مع كبار مطربين الوطن العربي.

وحقق طارق العريان في مجال الـ"فيديو كليب" نجاحًا كبيرًا مثلما نجح في السينما والإعلانات التجارية، وتميزت أغلب أغاني "العريان" المصورة في تلك الفترة باستخدام أسلوب "الفانتازيا" والعالم الخيالي خارج إطار كلمات الأغنية التي عادة ما تكون عاطفية، ليخلق حالة مختلفة تمامًا بتصويره للأغنية فيجعلها عمل فني مستقل وليست مجرد أغنية مصورة فقط.

وتستعرض "ألوان" أبرز الأغاني التي حققت نجاحًا كبيرًا ونقلت "الفانتازيا" للأغنية الشبابية وجعلت لها معنى آخر وفن مختلف.

راجعين - عمرو دياب 1995

تعتبر من أكثر الأغاني التي حققت شهرة كبيرة، واستطاع طارق العريان أن يخلق للأغنية حالة منفردة في تصويرها، تبدأ الأغنية بحفل يقام في عام 1942 يغلب عليه الطابع الأرستقراطي، ليأتي شاب من أواخر القرن العشرين "فترة التسعينيات" ليغني لحبيبته التي تحضر الحفل في فكرة جديدة وقت عرضها جذبت الجمهور إليها ونجح العريان في خلق حالة "فانتازيا" حقيقية بدمج زمنين مختلفين وبأن ظهور الشاب جعل الصورة ألوان بعدما كانت أبيض وأسود في عام 1942، وشارك في الأغنية عدد من الفنانين مثل طلعت زين وحسين الامام وعلاء ولي الدين وعزت أبو عوف.

 

ليلى - محمد منير 1996

تميز الكينج محمد منير بانفراده في اختيار الكلمات المختلفة بأغانية وتميزه في هذا الشكل الفني ليأتي دور طارق العريان ليؤكد ذلك في تصويره لأغنية "ليلى" التي جعلها تدور في أزمنة مختلفة ومزج ثقافات وأكثر من زمن في "الفيديو كليب" وكأنك ترى بانوراما كاملة لمراحل تاريخية مختلفة وينتقل بطل الأغنية بينها، فترى في "الفيديو كليب" ديكور يعبر عن العصر المملوكي في القاهرة وأيضا أوروبا في بدايات القرن العشرين مع نماذج "موديل" في الاغنية لجيل التسعينيات من كل العالم، ليصل منير بأخر الأغنية لمنطقة خضراء تشبه عالم الأساطير وكأنما تدور الأغنية في إطار الحلم.

 

عيني - حميد الشاعري وهشام عباس 1997

اعتمد طارق العريان في تصوير أغنية "عيني" التي جمعت حميد الشاعري وهشام عباس وحققت نجاحًا كبيرا وقت إصدارها، فكرة الحلم الخيالي باستخدام الاكسسوارات وملابس الموديل وظهور شخصيات داخل الـ"فيديو كليب" الذي حمل قصة اثنين من العمال يبحثون عن ابنة رجل أعمال ليفوزوا بجائزة نقدية كبيرة ليستيقظوا في النهاية على حياتهم المعتادة.

 

السود عيونه - مصطفى قمر 1998

قدم طارق العريان مع المطرب مصطفى قمر أغنية "السود عيونه" والتي كانت تعتمد على الفانتازيا بشكل كامل دون أي شيء قريب من الواقعية، فتبدأ الأغنية بمصطفى قمر يقف أمام "اسكتش" لوحة فنية ليجد نفسه داخل هذا العالم، وتميز تصوير الأغنية بملابس الـ"موديل" الأشبه بعالم الأساطير والحكايات ومزج هذا مع وجود راقصة شرقية و"موديل" بملابس جنود بحرية ليخلق حالة فانتازيا وشخصيات خيالية من الصعب اجتماعها واقعيا وهذا خلق حالة مليئة بالسعادة لكل من يشاهدها.

 

 

- غزالي - حميد الشاعري ومصطفي قمر 2000

ومع بدايات القرن الواحد والعشرين عام 2000 يقدم طارق العريان المتغيرات التي حدثت بالعالم في شكل فانتازيا في أغنية "غزالي" والتي تحكي عن اتنين بسطاء يجدون كنز في أحد الأراضي الزراعية ويحلمون بحياة الثراء، ورصد طارق العريان الظواهر الجديدة مثل الهاتف المحمول والستالايت وحياة الثراء التي يتخيلها البسطاء وليست واقعية في شكل ساخر لتنتهي الأغنية بانتهاء الحلم.