المعرض فى عيون العالم: يليق بمصر.. وتوفير ركن لألعاب الأطفال والاهتمام بفعاليات الشباب الأبرز
دكتور جراحة التجميل السعودى محمد كتوعة خلال زيارته للمعرض
يواصل معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى افتُتح فى 23 يناير الحالى، فعالياته الثقافية المتعددة، إضافة إلى ثرائه بالكتب المتنوعة والإصدارات التراثية، كأكبر حدث ثقافى مصرى، وثانى أضخم وأقدم معرض بالعالم، ليستقطب جمهور القراء والمثقفين، حيث بلغ عدد زائريه فى أيامه الخمسة الأولى أكثر من مليون زائر.
وتجولت «الوطن» بين جنبات مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، لرصد المعرض فى عيون العالم، عبر الزوار الأجانب الذين أجمعوا على أنه يليق بالشخصية المصرية العظيمة، فضلاً عن حسن التنظيم وتناسق الألوان. وقالت الدكتورة فاطمة غندور، أستاذ كلية الفنون والإعلام جامعة طرابلس، إنها حريصة على زيارة المعرض سنوياً، باعتباره ثانى أفضل معارض العالم، كما أن المكان الجديد جيد جداً، مشيدة بالذوق العالى فى الألوان وتوفير ركن ألعاب الأطفال، بجانب الاهتمام بالشباب ومبادراتهم والندوات الثقافية.
وقال الكاتب الهولندى «يوريس لونديك»، الذى عمل مراسلاً صحفياً لإحدى الوكالات الأمريكية، إن أول زيارة له للمعرض كانت قبل 23 عاماً، موضحاً أن «الوضع هذا العام مختلف، حيث حرصت على المشاركة فى هذا المهرجان الثقافى العالمى وطرح كتابى»، متابعاً: «الكتب كتير والتنظيم جميل والشكل العام لائق بالشخصية المصرية العظيمة، والمعرض مهم جداً، وأشعر أن هناك رواداً كثيرين يحبون القراءة والكتب مثلى ويشبهوننى».
وأضاف «لونديك»، لـ«الوطن»، أنه زار معارض كتب كثيرة بمختلف دول العالم مثل بلجيكا والنمسا وألمانيا وغيرها، إلا أن هذا المعرض يأتى فى المرتبة الثانية بعد معرض فرانكفورت شكلاً ومضموناً وتاريخاً، ولو لم تكن هناك لافتات عربية لظن أنه يتجول فى معرض السويد، منوهاً بأنه هذا العام يشارك فى المعرض بكتاب «اللعب مع الكبار.. أسرار عالم المال وأسباب الأزمة»، ونقله إلى اللغة العربية المترجم محمد عثمان خليفة، وأن الإقبال عليه كثيف.
«هولندى»: وجدت «ناس كتير» شبهى يحبون القراءة.. و«سعودى»: شجعنى على المشاركة العام المقبل بكتبى
وقال محمد كتوعة، دكتور جراحة تجميل سعودى، إنه يحضر إلى مصر منذ 3 سنوات للتدريس بجامعة القاهرة، وهذا العام أتاحت له الصدفة بعض الوقت لزيارة المعرض، مضيفاً: «سعدتُ كثيراً بزيارتى، وتفقدت الأربع قاعات، فشجعنى ذلك على المشاركة العام المقبل بكتبى فى جراحة التجميل».
وعن أكثر الأجنحة التى لاقت إعجاب «كتوعة» قال: «الجناح السعودى فهو ينقل صوراً مصغرة لحياة النبى والكعبة إلى كل العرب، وكذلك جناح الأزهر بكتبه المتميزة التى تسهم فى نشر الوسطية والاعتدال»، مشيراً إلى أن اجتماع كل هؤلاء العرب من ناشرين ومثقفين وكتّاب ونقاد ومحبين للقراءة فى مكان واحد لتبادل الآراء والأفكار نجاح للمعرض، مؤكداً أنه يوفر العديد من الكتب النادرة.
والتقينا عصام فرجانى، صيدلى ليبى، الذى سبق أن زار المعرض عام 2010، والذى أكد أن المعرض أصبح «أكثر نظاماً وأقل متعة»، حيث إن النظام الكثير يزيد القيود «بحب الفوضى شوية»، ولكنه يرى أن المساحة كبيرة لعرض الكثير من الكتب.
الدكتور قاسم أحمد، من كردستان العراق، عميد كلية القانون والعلوم السياسية فى جامعة دهوك، زار معرض القاهرة فى دورة عام 2015، وجاء إلى مصر فى رحلة تستمر 10 أيام لزيارة معرض الكتاب خصيصاً، ويصف أرض المعارض الجديدة بأنها أكثر تنظيماً، فبينما كان المكان القديم أسهل وأسرع فى الوصول فإن المكان الجديد مرتب، والوصول للكتب أسهل، وقال: «فيه مشكلة فى الدخول، وقفت فى طابور بره على البوابة وطابور تانى على باب القاعة علشان أتفتش مرتين وضاعت ساعة كاملة فى الطوابير».
ونظم «هارالد فيرسين»، الهولندى المقيم فى برلين، زيارة لمصر خصيصاً لزيارة المعرض، معرباً عن حزنه لعدم وجود بائعى سور الأزبكية، قائلاً: «وحشونى.. فرُحت لهم المعرض بتاعهم»، مضيفاً: «المعرض به كثير من الكتب لكنها غير معروفة بالخارج، ولا توجد ترجمة، إلا أن التنظيم جيد جداً، ولكن به قصوراً مثل التفتيش مرتين على البوابات الرئيسية والداخلية وعدم وجود سلال للقمامة داخل القاعات».
ويقول الطالب الماليزى حفيظ حميدون، الذى جاء إلى مصر منذ أربع سنوات للدراسة بالأزهر، ويحرص سنوياً على زيارة المعرض، إنه «مختلف هذا العام، كل شىء حلو، وأنا أهتم بالكتب التراثية واللغوية والدينية، ولكنى لم أستطع شراء الكتب لأنها غالية رغم تخفيضات الطلاب، وأنا حزين لعزل الأزبكية».
ويبدى الطالب الصينى «ماينغ جونغ»، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة القاهرة، إعجابه بجمال المعرض قائلاً: «هناك فرق كبير، وأُعجبت بحسن التنظيم وجمال المكان، وجناح وزارة الداخلية أبهرنى لما فيه من عراقة وتاريخ»، مشيراً إلى أنه يفضل الكتب الأدبية، وخصوصاً التى تخدمه فى مجال دراسته، وأنه قد اشترى بعضها، وفى يوم آخر سيكمل باقى الكتب.
مبارك سلطان، من الشيشان، الذى يدرس بالأزهر فى مرحلة الدراسات العليا يقول: «اشتريت كتب كتير مقارنة بالأعوام السابقة، والأسعار مناسبة جداً للطلاب، ولكن نبحث عن العديد من الكتب ولم نستطع الوصول لمكانها لكثرة أماكن الكتب ودور النشر، المعرض زمان كان شعبى لكن ده عالمى».
ومن إندونيسيا التقينا «ريفقة زهرة»، طالبة بجامعة الأزهر، وجاءت المعرض بحثاً عن مؤلفات الإمام الشافعى، بعد أن وجدت ما تبتغى جلست لتستريح، وبدت على وجهها علامات السرور والسعادة، تقول: «المعرض حلو جداً، والأسعار مناسبة، وعندنا فى إندونيسيا يوجد معرض كتاب ولكن مش بنفس المساحة الكبيرة دى».