مشهد من فيلم "رصيف نمرة خمسة"
يجلس بوقار وهدوء ممسكا بسبحته التي لا تفارق يده، علامة الصلاة بارزة على جبينه من أثر السجود، لا يحدثك قط في أمر إلا بذكر الله وقبس من القرآن والسنة، ولكنه في حقيقة الأمر قد يكون قاتلا أو سارق أو مرتشي، تلك الشخصية التي برع في تجسيدها دراميا الفنان الراحل زكي رستم "المعلم بيومي" في فيلم "رصيف تمرة خمسة" 1956، عندما كان يعمل تاجر مخدرات إلى أن انكشف أمره في نهاية الفيلم على يد فريد شوقي عندما قال له جملته الشهيرة "عملتها قبلك".
المشهد السابق بحذافيره كان حاضرا اليوم، ولكن بطلته كانت امرأة بدرجة نائب محافظ، تقف خلف القضبان ممسكة بسبحة في يدها، منتظرة حكم القضاء، الذي عاقبها بالسجن 12 عاما لإدانتها في قضية تلقي رشوة من رجال الأعمال مقابل التغاضي عن مخالفات تجرى بحق أراضي الدولة.
رشوة المهندسة سعاد الخولي، كانت مختلفة كثيرا عما نطالعه في نشرات الأخبار، فالسيدة الحديدة كما كان يطلق عليها في وسائل الإعلام قبل إدانتها، لم تتطلب سيارة أو مجوهرات والماس، إنما كانت هديتها رحلة حج كاملة بنظام الحج الفاخر "vip" تجاوزت قيمتها 200 ألف جنيه، إحدى المخالفات التي أثبتتها الرقابة الإدارية، فالتستر بغطاء الدين على قضايا لم يفارق مجتمعنا رغم مرور 60 عاما على فيلم "رصيف نمرة خمسة".
تعليقات الفيسبوك