قبل ساعات من تسلمها.. كيف ستنقل رئاسة الاتحاد الإفريقي من رواندا لمصر؟
الرئيس السيسي
ساعات قليلة ويتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد الإفريقي، غدًا، ولمدة عام، ضمن زيارته التاريخية لأثيوبيا، ويليها ترأسه لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد.
وتعقد الدورة الجديدة تحت شعار "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا"، فيما يأتي اختيار مصر مواكبًا لما تشهده أفريقيا من تزايد في أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، ما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقا لمُقاربة شاملة في إطار من المسؤولية الجماعية.
كما يشهد جدول أعمال القمة تناولا مكثفا لعدد من أهم الموضوعات التي تشغل الشعوب الأفريقية، والتي تندرج بالأساس تحت محوري التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي والهيكلي للاتحاد الإفريقي.
تسلم ذلك المنصب رفيع المستوى يتم وفق بروتوكول خاص، حسبما أوضح الدكتور رفعت الضبع، أستاذ البروتوكول الدولي، مبينًا أن ذلك يتم يتم خلال اجتماع ضخم على مستوى الرؤساء الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، يبدأ بكلمة الأمين العام للاتحاد الإفريقي التي تشمل عدة نقاط عن نشاط الاتحاد خلال العام الماضي والترحيب بالدولة الرئيسة الجديدة.
وتابع "الضبع"، لـ"الوطن"، أن ذلك الاجتماع من المقرر أن يبدأ برئاسة رواندا، كونها رئيسة الاتحاد خلال عام 2018، ثم يلقي رئيسها بول كاجامي كلمته التي تتضمن دور بلاده خلال العام الماضي، ثم الترحيب بالدولة الجديدة، ليلقي السيسي كلمته عقب ذلك، ثم تبدأ إجراءات التسليم والتسلم بين الرئيسين والتي تتضمن عدد من الاتفاقيات البروتوكولية، لتنطلق رئاسة مصر الفعلية للاتحاد منذ ذلك الحين.
وأيدّه في ذلك البروتوكول الدولي، السفير رخا حسن، نائب وزير الخارجية الأسبق، بأن تلك هي الإجراءات المتبعة في الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أن ذلك التسلم يتم على مستويين، أولهما على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء يتم خلالها السفير سامح شكري الرئاسة، ثم اجتماعا آخر على مستوى الرؤساء وهو الأضخم والأهم يتسلم فيه السيسي الرئاسة.
وأضاف "حسن"، أنه عقب ترحيب وتسليم رواندا الرئاسة لمصر، تنعقد القمة الجديدة بقيادة الرئيس السيسي، مؤكدا عمق وقوة العلاقات بين القاهرة وأفريقيا والتي يكللها ذلك المنصب الشرفي الرفيع.
جدير بالذكر أن تلك هي المرة الأولى لمصر التي تتولى فيها رئاسة الاتحاد الإفريقي منذ نشأته عام 2002 خلفًا لمنظمة الوحدة الإفريقية، والأولى أيضًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تأتي تتويجًا لجهود البلاد خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وتجسيدًا لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم في ستينيات القرن الماضي.